responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 65

بين معاوية و ابن الأشعث في الدخول على الملوك‌

و وقف الأحنف بن قيس و محمد بن الأشعث بباب معاوية، فأذن للأحنف، ثم أذن لابن الأشعث، فأسرع في مشيته حتى تقدم الأحنف و دخل قبله. فلما رآه معاوية غمّه ذلك و أحنقه، فالتفت إليه فقال: و اللّه إني ما أذنت له قبلك و أنا أريد أن تدخل قبله، و إنا كما نلي أموركم نلي آدابكم، و لا يزيد متزيّد في خطوه إلا لنقص يجده من نفسه.

و قال همام الرقاشي‌ [1] :

أبلغ أبا مسمع عنّي مغلغلة # و في العتاب حياة بين أقوام

قدّمت قبلي رجالا ما يكون لهم # في الحقّ أن يلجوا الأبواب قدّامى

لو عدّ قبر و قبر كنت أقربهم # قربى و أبعدهم من منزل الذّام

حتى جعلت إذا ما حاجة عرضت # بباب قصرك أدلوها بأقوام‌ [2]

لمعاوية في آذنه‌

قيل لمعاوية: إن آذنك يقدم معارفه في الإذن على وجوه الناس. قال: و ما عليه؟ إنّ المعرفة لتنفع في الكلب العقور و الجمل الصّئول‌ [3] ؛ فكيف في رجل حسيب ذي كرم و دين؟

للحكماء في الوصول إلى المراد

و قالت الحكماء: لا يواظب أحد على باب السلطان فيلقي عن نفسه الأنفة و يحتمل الأذى و يكظم الغيظ إلا وصل إلى حاجته.

و قالت الحكماء: لا يواظب أحد على باب السلطان فيلقي عن نفسه الأنفة و يحتمل الأذى و يكظم الغيظ إلا وصل إلى حاجته.

و قالوا: من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.


[1] في نسبة هذه الأبيات خلاف كبير بين ابن قتيبة و الجاحظ و صاحب تاج العروس.

[2] أدلوها باقوام: أستشفع بهم.

[3] الصئول: المؤذي للناس.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست