responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 35

تسلّط المستكبرين على المستضعفين، فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ [1] و لا ذمّة، فتبوء بأوزارك و أوزار مع أوزارك، و تحمل أثقالك و أثقالا مع أثقالك. و لا يغرّنك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك، و يأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك.

و لا تنظرنّ إلى قدرتك اليوم، و لكن انظر إلى قدرتك غدا و أنت مأسور في حبائل الموت، و موقوف بين يدي اللّه تعالى في مجمع من الملائكة و النبيين و المرسلين، و قد عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ [2] .

إني يا أمير المؤمنين، و إن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولو النّهى من قبلي، فلم آلك‌ [3]

شفقة و نصحا، فأنزل كتابي إليك كمداوي حبيبه يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من العافية و الصحة. و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته.

هيبة الإمام في تواضعه‌

لابن السماك‌

قال ابن السماء لعيسى بن موسى: تواضعك في شرفك أكبر من شرفك! و قال عبد الملك بن مروان: أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، و زهد عن قدرة، و أنصف عن قوّة.

النجاشي و قد ولد له ولد

ذكر عن النجاشي أمير الحبشة أنه أصبح يوما جالسا على الأرض و التاج على رأسه، فأعظم ذلك أساقفته؛ فقال لهم: إني وجدت فيما أنزل اللّه تعالى على المسيح عليه السلام، يقول له: إذا أنعمت على عبدي نعمة فتواضع إليّ أتممتها عليه، و إني ولد لي الليلة غلام، فتواضعت لذلك شكرا للّه تعالى.


[1] الإلّ: العهد و الحلف.

[2] سورة طه الآية 111.

[3] آلك: أقصّر.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست