responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 343

له: قد علمت، و لكنك ذو فضل و ذو الفضل معوان. فدخل على المأمون فقال: يا أمير المؤمنين، أجرني من العتابي و لسانه فلم يأذن له و شغل عنه، فلما رأى العتابي جفاءه قد تمادى. كتب إليه:

ما على ذا كنا افترقنا بسندا # د و لا هكذا رأينا الإخاء

لم أكن أحسب الخلافة يزدا # د بها ذو الصفاء إلا صفاء

تضرب الناس بالمثقّفة السّمـ # ر على غدرهم و تنسى الوفاء

فلما قرأ أبياته دعا به، فلما دنا منه سلّم بالخلافة و وقف بين يديه، فقال: يا عتابي، بلغتنا وفاتك فغمّتنا، ثم انتهت إلينا و وفادتك فسرّتنا. فقال: يا أمير المؤمنين، لو قسم هذا البرّ على أهل منى و عرفات لوسعهم؛ فإنه لا دين إلا بك، و لا دنيا إلا معك! قال: سل حاجتك. قال: يدك بالعطية أطلق من لساني بالمسألة فأحسن جائزته.

و انصرف.

وفود أبي عثمان المازني على الواثق‌

أبو عثمان بكر بن محمد قال: وفدت على الواثق، فلما دخلت و سلمت قال:

هل خلّيت وراءك أحدا يهمك أمره؟قلت أخيّة لي ربّيتها فكأنها بنتي. قال:

ليت شعري. ما قالت حين فارقتها؟قال: أنشدتني قول الأعشى:

تقول ابنتي يوم جدّ الرحيل # أرانا سواء و من قد يتم

أبانا، فلا رمت من عندنا # فإنا نخاف بأن تخترم‌ [1]

أرانا إذا أضمرتك البلا # د نجفى و تقطع منّا الرّحم‌ [2]

قال: ليت شعري، ما قلت لها؟قال: أنشدتها يا أمير المؤمنين قول جرير:

ثقي باللّه ليس له شريك # و من عند الخليفة بالنّجاح‌


[1] تخترم: تموت.

[2] أضمرتك: غيّبتك.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست