responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 337

يا أيها الرّجل المرخي عمامته # هذا زمانك إنّي قد مضى زمني

أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه # أني لدي الباب كالمصفود في قرن‌ [1]

وحش المكانة من أهلي و من ولدي # نائي المحلّة عن داري و عن وطني‌

قال: نعم أبا حزرة و نعمى عين. فلما دخل على عمر قال: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء ببابك؛ و أقوالهم باقية؛ و سنانهم مسنونة. قال: يا عون، مالي و للشعراء؟قال:

يا أمير المؤمنين، إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد مدح و أعطى، و فيه أسوة لكل مسلم. قال: و من مدحه؟قال: عباس بن مرداس؛ فكساه حلّة قطع بها لسانه. قال: و تروي قوله؟ قلت: نعم:

رأيتك يا خير البريّة كلّها # نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما

و نوّرت بالبرهان أمرا مدمّسا # و أطفأت بالبرهان نارا مضرّما [2]

فمن مبلغ عنيّ النبيّ محمدا # كلّ امرئ يجزي بما قد تكلما

تعالى علوا فوق عرش إلهنا # و كان مكان اللّه أعلى و أعظما

قال: صدقت؛ فمن بالباب منهم؟قال: ابن عمك عمر بن أبي ربيعة. قال: لا قرّب اللّه قرابته، و لا حيّا وجهه!أ ليس هو القائل؟

ألا ليت أنّي يوم حانت منيّتي # شممت الذي ما بين عينيك و الفم

وليت طهوري كان ريقك كله # وليت حنوطي من مشاشك و الدم‌ [3]

و يا ليت سلّمى في القبور ضجيعتي # هنالك أو في جنة أو جهنّم‌

فليته و اللّه تمنى لقاءها في الدنيا، و يعمل عملا صالحا. و اللّه لا دخل عليّ أبدا فمن بالباب غير من ذكرت؟قلت: جميل بن معمر العذري. قال: هو الذي يقول:

ألا ليتنا نحيا جميعا و إن نمت # يوافي لدى الموتى ضريحي ضريحها


[1] المصفود في قرن: المقيّد بالقيود.

[2] مدمّسا: مظلما و مضرّما: موقدا.

[3] الحنوط: ما يحنّط به الميت و المشاشة: رأس العظم اللين الذي يمكن مضغه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست