responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 318

لئيم الخال؛ و اللّه ما كذبت في الأولى و لقد صدقت في الأخرى؛ رضيت عن بن عمي فقلت أحسن ما علمت و لم أكذب، و سخطت عليه فقلت أقبح ما علمت و لم أكذب.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنّ من البيان لسحرا.

وفود عمرو بن معديكرب على عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إذ أوفده سعد

لما فتحت القادسيّة على يدي سعد بن أبي وقّاص، أبلى فيها عمرو بن معديكرب بلاء حسنا، فأوفده سعد على عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، و كتب إليه معه بالفتح و أثنى في الكتاب على عمرو؛ فلما قدم على عمر بن الخطاب سأله عن سعد، فقال:

أعرابي في نمرته‌ [1] ، أسد في تأمورته‌ [2] ، نبطي في جبايته، يقسم بالسويّة، و يعدل في القضية و ينفل‌ [3] في السريّة؛ و ينقل إلينا حقنا نقل الذّرة. فقال عمر: لشدّ ما تقارضتما الثناء. و كان عمر قد كتب إلى سعد يوم القادسيّة أن يعطي الناس على قدر ما معهم من القرآن؛ فقال سعد لعمرو بن معديكرب ما معك من القرآن؟قال: ما معي شي‌ء. قال: إن أمير المؤمنين كتب إليّ أن أعطي الناس على قدر ما معهم من القرآن. فقال عمرو:

إذا قتلنا و لا يبكي لنا أحد # قالت قريش ألا تلك المقادير

نعطي السّويّة من طعن له نفذ # و لا سويّة إذ تعطى الدنانير

قال: فكتب سعد بأبياته إلى عمر، فكتب إليه أن يعطى على مقاماته في الحرب.


[1] النمرة: بردة من صوف تلبسها الأعراب.

[2] التأمورة: عريسة الأسد.

[3] في بعض الأصول: «و ينفّر» .

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست