اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 1 صفحة : 299
الكثير أقلّها. ثم قال: و كان بنو عمرو بن جذيمة يخبطون عضيدها [1] ، و يأكلون حصيدها، و يرشّحون خضيدها [2] .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. إنّ نعيم الدنيا أقلّ و أصغر عند اللّه من خرء بعيضة، و لو عدلت عند اللّه جناح ذباب لم يكن لكافر منها خلاق، و لا لمسلم منها لحاق.
وفود لقيط بن عامر بن المنتفق على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم
وفد لقيط بن عامر بن المنتفق على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و معه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق.
قال لقيط: فخرجت أنا و صاحبي حتى قدمنا المدينة لانسلاخ رجب، فأتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبا، فقال: أيها الناس، ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، لتسمعوا الآن، ألا فهل من امرئ قد بعثه قومه؟-فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم-ألا، ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه ضالّ، ألا و إني مسئول هل بلّغت، ألا اسمعوا ألا اجلسوا.
فجلس الناس و قمت أنا و صاحبي، حتى إذا فرغ لنا فؤاده و بصره، قلت: يا رسول اللّه، ما عندك من علم الغيب؟فضحك لعمر اللّه و هزّ رأسه، و علم أني أبتغي سقطه؛ فقال: ضنّ ربّك بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمهن إلا اللّه-و أشار بيده- قلت: و ما هي؟قال: علم المنيّة، قد علم متى منيّة أحدكم و لا تعلمونه؛ و علم ما في غد و ما أنت طاعم غدا، و لا تعلمه، و علم المنيّ حين يكون في الرّحم، قد علمه و لا