اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 1 صفحة : 272
يجيبك أحد غيره؛ هات يا بن هرمة. فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
له لحظات عن حفافي سريره # إذا كرّها فيها عذاب و نائل
لهم طينة بيضاء من آل هاشم # إذا اسودّ من كوم التراب القبائل
إذا ما أبى شيئا مضى كالذي أبى # و إن قال إنّي فاعل فهو فاعل
فقال: حسبك! هاهنا بلغت، هذا عين الشعر، قد أمرت لك بخمسة آلاف درهم. فقمت إليه و قبلت رأسه و أطرافه ثم خرجت، فلما كدت أن أخفى على عينيه سمعته يقول: يا إبراهيم!فأقبلت إليه فزعا، فقلت: لبيك فداك أبي و أمي. قال:
احتفظ بها فليس لك عندنا غيرها!فقلت: بأبي و أمي أنت، أحفظها حتى أوافيك بها على الصراط بخاتم الجهبذ [1] .
جعفر و ابن الجهم
علي بن الحسين قال؛ أنشد عليّ بن الجهم جعفرا المتوكل شعره الذي أوله:
هي النفس ما حمّلتها تتحمّل
و كان في يد المتوكل جوهرتان، فأعطاه التي في يمينه؛ فأطرق متفكّرا في شيء يقوله ليأخذ التي في يساره، فقال: مالك مفكرا؟إنما تفكر فيما تأخذ به الأخرى! خذها لا بورك لك فيها!فأنشأ يقول:
بسرّ من را إمام عدل # تعرف من بحره البحار
يرجى و يخشى لكلّ أمر # كأنّه جنّة و نار
الملك فيه و في بنيه # ما اختلف الليل و النهار
يداه في الجود ضرّتان # عليه كلتاهما تغار
لم تأت منه اليمين شيئا # إلا أتت مثله اليسار
و قال آخر في الهول:
[1] الجهبذ: الخبير بالأمور المميّز بين جيّدها و رديئها.
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 1 صفحة : 272