اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 1 صفحة : 246
تنافس الأرض موتاهم إذا دفنوا # كما تنوفس عند الباعة الورق [1]
و قال فيهم أيضا:
و فيهم مقامات حسان وجوههم # و أندية ينتابها القول و الفعل
على مكثريهم حقّ من يعتفيهم # و عند المقلّين السماحة و البذل
فما كان من خير أتوه فإنّما # توارثه آباء أبائهم قبل
و هل ينبت الخطّيّ إلاّ وشيجه # و تغرس إلاّ في منابتها النخل [2]
و أما كعب بن مامة الإياديّ فلم يأت عنه إلا ما ذكر من إيثاره رفيقه النّمريّ بالماء حتى مات عطشا و نجا النّمريّ، و هذا أكثر من كل ما أثنى لغيره. و له يقول حبيب:
يجود بالنّفس إن ضنّ البخيل بها # و الجود بالنّفس أقصى غاية الجود
و له و لحاتم الطائي يقول:
كعب و حاتم اللذان تقسّما # خطط العلا من طارف و تليد
هذا الذي خلف السحاب و مات ذا # في الجدّ ميتة خضرم صنديد [3]
إلاّ يكن فيها الشّهيد فقومه # لا يسمحون به بألف شهيد
أجواد أهل الإسلام
و أما أجواد أهل الإسلام فأحد عشر رجلا في عصر واحد، لم يكن قبلهم و لا بعدهم مثلهم.
فأجواد الحجاز ثلاثة في عصر واحد: عبيد اللّه بن العباس، و عبد اللّه بن جعفر، و سعيد بن العاص.
و أجواد البصرة خمسة في عصر واحد و هم: عبد اللّه بن عامر بن كريز، و عبيد اللّه