responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 23

نفسي قسما أعطيه حظّا من لطيف عنايتي و نظري؛ و صرفت السيف إلى النّطف‌ [1]

المسي‌ء، و الثواب إلى المحسن البري‌ء؛ فخاف المريب صولة العقاب، و تمسك المحسن بحظه من الثواب.

لأردشير يوصي ابنه‌

و قال أردشير لابنه: يا بني، إنّ الملك و العدل أخوان لا غنى بأحدهما عن صاحبه فالملك أسّ و العدل حارس، و ما لم يكن أسّ فمهدوم، و ما لم يكن له حارس فضائع.

يا بنيّ اجعل حديثك مع أهل المراتب، و عطيتك لأهل الجهاد، و بشرك لأهل الدين، و سرّك لمن عناه ما عناك من ذوي العقول‌ [2] .

للحكماء في واجب السلطان‌

و قالت الحكماء: مما يجب على السلطان العدل في ظاهر أفعاله لإقامة أمر سلطانه، و في باطن ضميره لإقامة أمر دينه؛ فإذا فسدت السياسة ذهب السلطان. و مدار السياسة كلها على العدل و الإنصاف، لا يقوم سلطان لأهل الكفر و الإيمان إلا بهما و لا يدور إلا عليهما، مع ترتيب الأمور مراتبها و إنزالها منازلها. و ينبغي لمن كان سلطانا أن يقيم على نفسه حجة الرعية. و من كان رعية أن يقيم على نفسه حجة السلطان.

و ليكن حكمة على غيره بمثل حكمه على نفسه؛ فإنما يعرف حقوق الأشياء من عرف مبلغ حدودها و مواقع أقدارها. و لا يكون أحد سلطانا حتى يكون قبل ذلك رعيّة.

و قال عبد الملك بن مروان لبنيه: كلكم يترشح لهذا الأمر، و لا يصلح له منكم إلا من كان له سيف مسلول، و مال مبذول، و عدل تطمئن إليه القلوب.

لبعض الملوك يصف سياسته‌

و وصف بعض الملوك سياسته فقال: لم أهزل في وعد و لا وعيد، و لا أمر و لا نهي


[1] النّطف: المتهم المريب.

[2] انظر عيون الأخبار (1-130) و محاضرات الأدباء (1-104) فبين الخبر هنا و هناك اختلاف في بعض الألفاظ.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست