responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 222

أبو دلامة و المهدي‌

و دخل أبو دلامة على المهدي، فأنشده أبياتا أعجب بها، فقال له: سلني أبا دلامة و احتكم و أفرط ما شئت. فقال: كلب يا أمير المؤمنين أصطاد به. قال: قد أمرنا لك بكلب، و هاهنا بلغت همتك، و إلى هاهنا انتهت أمنيتك؟قال: لا تعجل عليّ يا أمير المؤمنين، فإنه بقي علي. قال: و ما بقي عليك؟قال: غلام يقود الكلب. قال:

و غلام يقود الكلب. قال: و خادم يطبخ الصّيد. قال: و خادم يطبخ الصيد. قال: و دار نسكنها. قال: و دار تسكنها. قال: و جارية نأوي اليها. قال: و جارية تأوي إليها.

قال: قد بقي الآن المعاش. قال: قد أقطعناك ألفي جريب‌ [1] عامرة و ألفي جريب غامرة. قال: و ما الغامرة يا أمير المؤمنين؟قال: التي لا تعمر. قال: أنا أقطع أمير المؤمنين خمسين ألفا من فيافي بني أسد. قال: قد جعلتها كلّها لك عامرة. قال: فيأذن لي أمير المؤمنين في تقبيل يده؟قال: أما هذه فدعها. قال: ما منعتني شيئا أيسر على أمّ ولدي فقدا منه.

أبو دلامة و المنصور

و دخل أبو دلامة على أبي جعفر المنصور يوما و عليه قلنسوة طويلة، و كان قد أخذ أصحابه بلباسها و أخذهم بلبس دراريع، عليها مكتوب بين كتفي الرجل:

فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللََّهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ [2] و أمرهم بتعليق السيوف على أوساطهم.

فدخل عليه أبو دلامة في ذلك الزّيّ، فقال له: كيف أصبحت أبا دلامة؟قال: بشرّ حال يا أمير المؤمنين. قال: كيف ذلك؟ ويلك. قال: و ما ظنّك يا أمير المؤمنين بمن أصبح وجهه في وسطه، و سيفه على استه، و قد نبذ كتاب اللّه وراء ظهره؟قال:

فضحك أبو جعفر و أمر بتغيير ذلك، و أمر لأبي دلامة بصلة.


[1] الجريب: ثلاثة آلاف و ستمائة ذراع، و قيل عشرة آلاف ذراع.

[2] سورة البقرة الآية 137.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست