responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 219

ابن سويد بن منجوف سيد فتيان بكر بن وائل و ابن سيد كهولها، و أكثر الناس مالا حاضرا بالبصرة و في كل موضع ملكت به بكر بن وائل مالا، و قد تجمّل بي إلى الأمير في حاجة. قال: هي مقضية. قال: فإنه يسألك أن تمدّ يدك في ماله و مراكبه و سلاحه إلى ما أحببت. قال: لا و اللّه لا أفعل ذلك به، نحن أولى بزيادته. قال: فقد أعفيناك من هذه إذ كرهتها، فهو يسألك أن تحمّله حوائجك بالبصرة. قال: إن كانت حاجة فهو فيها ثقة، و لكن أسألك أن تكلّمه في قبول معونة منا؛ فإنا نحب أي يرى على مثله من أثرنا. فأقبل عليّ فقال: يا أبا الحسن، عزمت عليك ألاّ تردّ على عمّك شيئا أكرمك به. فسكت. قال: فدعا لي بمال و دوابّ و كسا و رقيق، فلما خرجت قلت: أبا ساسان، لقد أوقفتني على خطة ما وقفت على مثلها قط. قال:

اذهب إليك يا بن أخي، فعمّك أعلم بالناس منك؛ إن الناس إن علموا لك غرارة [1]

من مال حثوا [2] لك أخرى و إن يعلموك فقيرا تعدّوا عليك مع فقرك.

المهدي و أبو دلامة

إبراهيم الشيباني قال: ولد لأبي دلامة ابنة ليلا، فأوقد السّراج و جعل يخيط خريطة من شقق، فلما أصبح طواها بين أصابعه و غدا بها إلى المهدي فاستأذن عليه، و كان لا يحجب عليه، فأنشده:

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم # قوم لقيل اقعدوا يا آل عبّاس

ثم ارتقوا من شعاع الشمس في درج # إلى السماء فأنتم أكرم الناس‌

قال له المهدي: أحسنت و اللّه أبا دلامة، فما الذي غدا بك إلينا؟قال: ولدت لي جارية يا أمير المؤمنين. قال: فهل قلت فيها شعرا؟قال: نعم قلت:

فما ولدتك مريم أمّ عيسى # و لم يكفلك لقمان الحكيم

و لكن قد تضمّك أمّ سوء # إلى لبّاتها و أب لئيم‌ [3]


[1] الغرارة: الكيس الكبير.

[2] حثوا: أعطوا و جمعوا و حثا التراب: أهاله‌

[3] اللبّات: جمع لبّة، و هي الصدر أو موضع القلادة منه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست