responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 205

و قال المغيرة: من أخر حاجة فقد ضمنها.

و قال الموبذان الفارسي: الوعد السحابة، و الإنجاز المطر.

و قال غيره: المواعيد رءوس الحوائج و الإنجاز أبدانها.

و قال عبد اللّه بن عمر: خلف الوعد ثلث النفاق، و صدق الوعد ثلث الإيمان، و ما ظنّك بشي‌ء جعله اللّه مدحة في كتابه، و فخرا لأنبيائه، فقال تعالى: وَ اُذْكُرْ فِي اَلْكِتََابِ إِسْمََاعِيلَ إِنَّهُ كََانَ صََادِقَ اَلْوَعْدِ [1] .

لجبار في عامر ابن الطفيل‌

و ذكر جبار بن سلمى عامر بن الطّفيل فقال: كان و اللّه إذا وعد الخير وفى، و إذا وعد الشر أخلف. و هو القائل:

و لا يرهب ابن العمّ ما عشت صولتي # و يأمن منّي سطوة المتهدّد [2]

و إني و إن أوعدته أو وعدته # ليكذب إيعادي و يصدق موعدي‌

و قال ابن أبي حازم:

إذا قلت في شي‌ء «نعم» فأتمّه # فإنّ «نعم» دين على الحرّ واجب

و إلا فقل «لا» تسترح و ترح بها # لئلا يقول الناس إنك كاذب‌

و لو لم يكن في خلف الوعد إلا قول اللّه عز و جل: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مََا لاََ تَفْعَلُونَ `كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللََّهِ أَنْ تَقُولُوا مََا لاََ تَفْعَلُونَ [3] لكفى.

و قال عمر بن الحارث: كانوا يفعلون و لا يقولون، ثم صاروا يقولون و يفعلون، ثم صاروا يقولون و لا يفعلون، ثم صاروا لا يقولون و لا يفعلون، فزعم أنهم ضنّوا بالكذب فضلا عن الصدق.


[1] سورة مريم الآية 54.

[2] الصولة: القوة و البطش و السطوة؛ كذلك.

[3] سورة الصف الآية 61.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست