responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 181

العلّة رجوع العداوة، كالماء تسخّنه فإذا أمسكت عنه عاد إلى أصله باردا و الشجرة المرّة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلا مرّا.

و قال دريد:

و ما تخفى الضغينة حيث كانت # و لا النّظر المريض من الصحيح‌

و قال زهير:

و ما يك في صديق أو عدوّ # تخبّرك العيون عن القلوب‌

و قيل لزياد: ما السرور؟قال: من طال عمره حتى يرى في عدوه ما يسرّه.

باب من أخبار الأزارقة

كان أول من خرج من الخوارج بعد قتل عليّ رضي اللّه عنه، حوثرة الأقطع؛ فإنه خرج إلى النّخيلة و اجتمع إليه جماعة من الخوارج، و معاوية بالكوفة، و قد بايعه الحسن و الحسين و قيس بن سعد بن عبادة؛ ثم خرج الحسن يريد المدينة؛ فوجه إليه معاوية و قد تجاوز في طريقه، يسأله أن يكون المتولّي لمحاربتهم. فقال الحسن عليه السلام: و اللّه لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين، و ما أحسب ذلك يسعني؛ فكيف أن أقاتل قوما أنت أولى بالقتال منهم؟فلما رجع الجواب إليه وجّه إليهم جيشا أكثره من أهل الكوفة، ثم قال لأبي حوثرة. تقدّم فاكفني أمر ابنك. فسار إليه أبوه، فدعاه إلى الرجوع، فأبى، فداوره فصمّم. فقال له: أي بنيّ، أجيئك بابنك لعلّك تراه فتحنّ إليه!فقال له: يا أبت، أنا و اللّه إلى طعنة نافذة أتقلّب فيها على كعوب الرمح أشوق مني إلى ابني. فرجع إلى معاوية فأخبره، فقال: يا أبا حوثرة، جار هذا جدا. فلما نظر حوثرة إلى أهل الكوفة قال: يا أعداء اللّه!أنتم بالأمس تقاتلون معاوية لتهدّوا سلطانه. و اليوم تقاتلون معه لتشدّوا سلطانه؟ثم جعل يشدّ عليهم و يقول:

احمل على هذي الجموع حوثرة # فعن قريب ستنال المغفرة

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست