لا ينبح الكلب فيها غير واحدة # من الشّتاء و لا تسري أفاعيها
و قال الفرزدق: [من الطويل]
إذا احمرّ آفاق السّماء و هتّكت # كسور بيوت الحيّ نكباء حرجف [1]
و جاء قريع الشّول قبل إفالها # يزفّ و جاءت خلفه و هي زحّف [2]
و هتّكت الأطناب كلّ ذفرّة # لها تامك من عاتق النّيّ أعرف [3]
و باشر راعيها الصّلى بلبانه # و كفّ لحرّ النار ما يتحرّف
و قاتل كلب الحيّ عن نار أهله # ليربض فيها، و الصّلا متكنّف
و أصبح مبيضّ الصّقيع كأنّه # على سروات النّيب قطن مندّف
تم المصحف الأول و يتلوه المصحف الثاني من كتاب الحيوان و أوله باب احتجاج صاحب الكلب بالأشعار المعروفة
[1] ديوان الفرزدق 560 (الصاوي) ، 2/28 (دار صادر) . الحرجف: الريح البادرة الشديدة الهبوب.
[2] القريع: فحل الإبل. الشول: جمع شائلة، و هي الناقة ترفع ذنبها للّقاح و التي لا لبن لها. قبل إفالها:
قبل أن تسمن.
[3] الذفرة: الناقة النجيبة. التامك: السنام العظيم. الأعرف: المرتفع.