responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 3  صفحة : 212
بالعبد فقال: إني كنت عركت أذنك فاقتصّ مني، فأخذ بأذنه ثم قال عثمان:
شدّ شدّ، يا حبذا قصاص الدنيا لا قصاص الآخرة.
636- قال عبد الملك: لقد كنت أتحرّج أن أطأ نملة، وإنّ الحجاج يكتب إليّ في قتل فئام من الناس فما أحفل بذلك. فقال له الزهري: بلغني أنك شربت الطلاء قال: أي والله والدّماء.
[المنصور والفساد]
«637» - روي أنّ المنصور كان يطوف ليلا بالبيت [1] ، إذ سمع قائلا يقول:
اللهمّ إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحقّ وأهله من الطمع. فخرج المنصور فجلس ناحية من المسجد، وأرسل إلى الرجل، فصلّى ركعتين واستلم الركن ثم أقبل مع الرسول، فسلّم عليه بالخلافة. فقال له المنصور: ما الذي سمعتك تذكر من ظهور الفساد والبغي في الأرض، وما الذي يحول بين الحقّ وأهله من الطمع؟ قال: إن أمّنتني يا أمير المؤمنين أعلمتك بالأمور من أصولها، وإلّا اقتصرت على نفسي؛ قال: فأنت آمن على نفسك. قال: يا أمير المؤمنين، إنّ الله استرعاك أمر عباده وأموالهم، فجعلت بينك وبينهم حجابا من الجصّ والآجرّ، وأبوابا من الحديد، وحرّاسا [2] معهم السلاح، ثم سجنت نفسك عنهم؛ وبعثت عمالك في جباية الأموال وجمعها، وأمرت أن لا يدخل عليك من الناس إلّا فلان وفلان، ولم تأمر بإيصال المظلوم والملهوف إليك؛ ولا أحد إلّا وله في هذا المال حقّ، فلما رآك هؤلاء النفر الذين استخلصت لنفسك، وآثرتهم على رعيتك، وأمرتهم أن لا يحجبوا دونك، تجبي الأموال وتجمعها قالوا: هذا قد خان الله، فما لنا لا نخونه، وائتمروا ألّا يصل إليك من أخبار

[1] بالبيت: لم ترد عند ابن قتيبة.
[2] عيون الأخبار: وحجبته.
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 3  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست