اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ الجزء : 2 صفحة : 91
ثم قال: الاعراب و ما الأعراب، فلعنة اللّه على الأعراب. جمعتكم، كما يجتمع قزع الخريف [1] ، من منابت الشّيخ و القيصوم، و منابت القلقل [2] ، و جزيرة أيركاوان تركبون البقر، و تأكلون القضب [3] ، فحملتكم على الخيل، و ألبستكم السلاح، حتى منع اللّه بكم البلاد، و أفاء بكم الفيء.
قالوا: مرنا بأمرك. قال: غرّوا غيري.
و خطب مرة أخرى
فقال: يا أهل العراق، أ لست أعلم الناس بكم: أما هذا الحيّ من أهل العالية فنعم الصدقة. و أما هذا الحي من بكر بن وائل فعلجة بظراء لا تمنع رجليها. و أما هذا الحي من عبد القيس فما ضرب العير بذنبه. و أما هذا الحي من الأزد، فعلوج خلق اللّه و أنباطه. و أيم اللّه لو ملكت أمر الناس لنقشت أيديهم. و أما هذا الحي من تميم فإنهم كانوا يسمون الغدر في الجاهلية:
«كيسان» . قال النمر بن تولب يهجو تميما:
إذا ما دعوا كيسان كان كهولهم # إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد
و خطب مرة أخرى
فقال: يا أهل خراسان، قد جربتم الولاة قبلي: أتاكم امية فكان كاسمه أمية الرأي و أمية الدين، فكتب إلى خليفته: إن خراج خراسان و سجستان لو كان في مطبخه لم يكفه. ثم أتاكم بعده أبو سعيد-يعني المهلب بن أبي صفرة-فدوخ بكم ثلاثا، لا تدرون أ في طاعة أنتم أم في معصية. ثم لم يجب فيئا و لم ينك [4] عدوا. ثم أتاكم بنوه بعده مثل أطباء الكلبة، منهم ابن