و قال منصور الضّبّي:
ليت الفتى عجردا منا مكانهم # وليتهم من وراء الأخضر الجاري
قد قام سيدهم عمران يخطبهم # ما كان للخير عمران بأمّار
قال: و تقول العرب: «الخلّة تدعو إلى السّلة» . و كانوا إذا أسروا أسيرا قال المادح: «أسره في مزاحفة، و لم يأسره في سلة» . و في الحديث:
«لا اسلال و لا إغلال [1] » و في المثل: «الحاجة تفتح باب المعرفة» .
[أقوال و أشعار منتخبة]
قال سويد المراثد الحارثي أو غيره:
بني عمنا لا تذكروا الشعر بعد ما # دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون سلّة # فنقبل عقلا أو نحكم قاضيا [2]
و لكن حكم السيف فيكم مسلط # فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
و قد ساءني ما جرت الحرب بيننا # بني عمنا لو كان أمرا مدانيا
فإن قلتم إنّا ظلمنا فإنكم # بدأتم و لكنا أسأنا التقاضيا
و قال ضابئ بن الحارث [3] :
و ربّ أمور لا تضيرك ضيرة # و للقلب من مخشاتهن وجيب
و قال حارثة بن بدر [4] :
و قل للفؤاد إن نزا بك نزوة # من الروع أفرخ أكثر الروع باطله
[1] أسلال: رشوة أو سرقة. أغلال: خيانة.
[2] العقل: الدية.
[3] ضابئ بن الحارث الرحمي شاعر إسلامي أدرك النبي، و حبسه عثمان إبان خلافته لجناية اقترفها فهم ابنه عمير بقتل الخليفة ثم جبن عن ذلك.
[4] حارثة بن بدر، شاعر إسلامي أدرك النبي و اشترك بالفتوح و توفي سنة 64 هـ.