اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 54
قال: و كان الواقدي [1] يروي عن بعض رجاله، أن لسان موسى كانت عليه شأمة فيها شعرات. و ليس يدل القرآن على شيء من هذا، لأنه ليس في قوله: وَ اُحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسََانِي دليل على شيء دون شيء.
[الفأفأة و التمتمة]
و قال الأصمعي: إذا تتعتع اللسان في التاء فهو تمتام، و إذا تتعتع في الفاء فهو فأفاء. و أنشد لرؤبة بن العجاج:
يا حمد ذات المنطق التمتام # كأن وسواسك في اللمام
حديث شيطان بني هنام
و بعضهم ينشد:
يا حمد ذات المنطق النمنام
و ليس ذلك بشيء، و إنما هو كما قال أبو الزحف [2] :
لست بفأفاء و لا تمتام # و لا كثير الهجر في الكلام
و أنشد أيضا للخولاني في كلمة له:
إن السياط تركن لاستك منطقا # كمقالة التمتام ليس بمعرب
فجعل الخولاني التمتام غير معرب عن معناه، و لا مفصح بحاجته.
[اللفف]
و قال أبو عبيدة: إذا أدخل الرجل بعض كلامه في بعض فهو ألف، و قيل بلسانه لفف. و أنشدني لأبي الزحف الراجز:
[1] الواقدي: محمد بن عمر بن واقد من أهل المدينة، تولى القضاء للمأمون في بغداد، و نبغ في السير و المغازي و الأخبار، عاش بين سنتي 130-207 هـ.