responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 151

فما المرء إلا الأصغران: لسانه # و معقوله، و الجسم خلق مصور

و ما الزين في ثوب تراه و إنما # يزين الفتى مخبوره حين يخبر

فإن طرّة راقتك منه فربما # أمر مذاق العود و العود أخضر

و قال سويد بن أبي كاهل في ذلك:

ودعتني برقاها إنها # تنزل الأعصم من رأس اليفع‌ [1]

تسمع الحدّاث قولا حسنا # لو أرادوا مثله لم يستطع

و لسانا صيرفيا صارما # كذباب السيف ما مسّ قطع‌ [2]

و قال جرير:

و ليس لسيفي في العظام بقية # و للسيف أشوى وقعة من لسانيا

و قال آخر:

و جرح السيف تدمله فيبرا # و يبقى الدهر ما جرح اللسان‌

و قال آخر:

أبا ضبيعة لا تعجل بسيئة # إلى ابن عمك و اذكره بإحسان

أ ما تراني و أثوابي مقاربة # ليست بخز و لا من حر كتان‌ [3]

فإن في المجد همّاتي و في لغتي # علوية و لساني غير لحّان‌

و فيما مدحوا به الأعرابي إذا كان أديبا، أنشدني ابن أبي كريمة، أو ابن كريمة، و اسمه أسود:

ألا زعمت عفراء بالشام إنني # غلام جوار لا غلام حروب


[1] الأعصم: الوغل الذي في يديه بياض. اليفع: المرتفع من الأرض.

[2] ذباب السيف: حده.

[3] المقارب: الرخيص.

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست