فما المرء إلا الأصغران: لسانه # و معقوله، و الجسم خلق مصور
و ما الزين في ثوب تراه و إنما # يزين الفتى مخبوره حين يخبر
فإن طرّة راقتك منه فربما # أمر مذاق العود و العود أخضر
و قال سويد بن أبي كاهل في ذلك:
ودعتني برقاها إنها # تنزل الأعصم من رأس اليفع [1]
تسمع الحدّاث قولا حسنا # لو أرادوا مثله لم يستطع
و لسانا صيرفيا صارما # كذباب السيف ما مسّ قطع [2]
و قال جرير:
و ليس لسيفي في العظام بقية # و للسيف أشوى وقعة من لسانيا
و قال آخر:
و جرح السيف تدمله فيبرا # و يبقى الدهر ما جرح اللسان
أبا ضبيعة لا تعجل بسيئة # إلى ابن عمك و اذكره بإحسان
أ ما تراني و أثوابي مقاربة # ليست بخز و لا من حر كتان [3]
فإن في المجد همّاتي و في لغتي # علوية و لساني غير لحّان
و فيما مدحوا به الأعرابي إذا كان أديبا، أنشدني ابن أبي كريمة، أو ابن كريمة، و اسمه أسود:
ألا زعمت عفراء بالشام إنني # غلام جوار لا غلام حروب
[1] الأعصم: الوغل الذي في يديه بياض. اليفع: المرتفع من الأرض.
[2] ذباب السيف: حده.
[3] المقارب: الرخيص.