responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 84


و مثاله قوله تعالى : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) * [ سورة المائدة ، الآية : 106 ] إلى * ( واتَّقُوا الله واسْمَعُوا ) * [ سورة التغابن ، الآية : 16 ] .
و منها أن يروى في تفسير الآية عن طرق كثيرة وعن رجال ثقات عند نقّاد الآثار ورواتها ، أخبار يختلف في أنفسها ولا يتّفق ولا يستجاز مخبرها أو يستبعد ، ثم تجد إذا عرضتها على ظاهر الكتاب لا تلائمه من أكثر جوانبها ولا توافقه وذلك مثل قوله تعالى :
* ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 189 ] إلى * ( فَتَعالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 190 ] ومثل قوله تعالى :
* ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 172 ] إلى * ( أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 173 ] والوجه في الآيتين وأشباههما عندي أن يراعى لفظ الكتاب بعد الإيمان به ويبدل المجهود في انتزاع ما يتفق فيه أكثر الرّواة من جهة الأخبار المروية وما هو أشبه بالقصة ، وأقرب في الندين ، ثم يفسر تفسيرا قصد لا يخرج فيه عن قصة الرّواية واللفظ ولا يترك الاستسلام بينهما للجواز والانقياد للاستبشار لما عرف من مصالحنا فيما يمنعنا علمه أو يقنعنا عليه أ لا ترى قوله تعالى فيما استأثر بعلمه : * ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 85 ] وقوله : * ( وما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 8 ] بعد قوله تعالى : * ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) * [ سورة المدثر ، الآية : 29 ] * ( عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) * [ سورة المدثر ، الآية : 30 ] ومثل هذا الاستبشار ما فعل اللَّه من الصرّفة بيعقوب وبنيه حين انطوى عليهم خبر يوسف وكان بينه وبينهم من المسافة ما كان بينهم . ويشبهه الصرّفة التي ذكرناها ما يفعل اللَّه من سلب الانبساط من الكفّار فيكون ذلك سببا للتسلَّي فيما يبتلون به من العقاب وذلك قوله تعالى : * ( ولَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ) * [ سورة الزخرف ، الآية : 39 ] .
و منها الالتباس حال التاريخ أو ما يجري مجراه في آيتين تتعارضان أو آية وخبر فتختلف في النّاسخة منهما والقاضية على الأخرى وذلك كما روي عن مجاهد في قوله تعالى : * ( وأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ الله ) * [ سورة المائدة ، الآية : 49 ] وهو أمر بالحكم فنسخت ما قبلها وهو : * ( فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ ) * [ سورة المائدة ، الآية : 42 ] وهو تخيّر . وروي السدّي عن عكرمة في قوله تعالى : * ( فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ) * [ سورة المائدة ، الآية : 42 ] قال نسختها : * ( وأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ الله ) * [ سورة المائدة ، الآية : 49 ] وهذا قول أهل العراق ويرون النّظر في أحكامهم إذا اختصموا إلى قضاة المسلمين والأئمة ، ولما روي من رجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم اليهودية واليهود ، وأمّا أهل الحجاز فلا يرون إقامة الحدود عليهم يذهبون

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست