responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 413


للنّظر في أمره . وهذه الأدلة تسوّغ في الدّين القيافة ، وإنّما هي علم يتتبع أثرا أرشد اللَّه له قوما خصّهم بفضيلته ويقال : قفاه وقافه واقتافه واقتفاه بمعنى . وفي القرآن : * ( ولا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 36 ] .
و أمّا العيافة ففعل الزّجار . قال الأعشى :

ما تعيف اليوم من طير روح * من غراب البين أو تيس برح

فقال في الإجمال : ما تعيف من طير روح ، وفي التّفصيل ( قال ) : من غراب البين أو تيس برح ، فجعل التّيس من تفسير الطَّير لأنّهم يقولون في تعارفهم : جرى طائره بكذا ، وحكى أبو زيد عنهم : سألت الطَّير ، وقلت للطَّير ، وإنّما هو زجرانها . وفي القرآن : * ( قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) * [ سورة يس ، الآية : 19 ] و * ( قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ الله ) * [ سورة النّمل ، الآية : 47 ] والأمم على اختلافها تفعلها . فمن ذلك قول الهذلي :

أتيح له من الفتيان خرق * أخوثقة وخريق حشوف فبينا يمشيان جرت عقاب * من العقبان خاسئة دفوف فقال له : وقد أوحت إليه * ألا للَّه إنّك ما تعيف فقال له : أرى طيرا ثقالا * تبشّر بالغنيمة أو تخيف

ففي هذا الذي قاله بيان ، إنّ ذلك رجم ظن ، وفي العرب من يشتقّ من اسم ما يعنّ له عند الطَّيرة ، فيبني قصّته عليه كقول القائل :
قالوا : حمام قلت : هم لي اللقاء . وقالوا : غراب قلت : غرب من النّوى . وقد اشتق أبو تمام على ضد هذا فقال شعرا :

لا تشجينّ لها فإنّ بكاءها * ضحك وإنّ بكاءك استعقام هنّ الحمام فإن كسرت عيافة * من جابهنّ فإنّهنّ حمام

فأمّا ما يقولون في الغراب والظَّباء وهي : ( السّانح ) و ( البارح ) و ( النّاطح ) و ( القعيد ) و ( الجابه ) و ( غراب البين ) فقد اختلفوا في ( السّانح ) و ( البارح ) فمن العرب من يتشاءم بالسّانح ويتيمّن بالبارح على ذلك قول زهير :

جرت سخّا فقلت لها أجيزي * نوى مشمولة فمتى اللَّقاء

وقال النابغة :

زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا * وبذاك خبّرنا الغداف الأسود

فما تطيّر به زهير تبّرك به النّابغة ، ( فالسّانح ) : ما جاء من ميامنك فولَّاك مياسره ،

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست