responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 342


قال أبو زياد : النّاس يستبشرون برؤية القواري .
و من أسماء القوس : الدّاح ومن أمثالهم : لا يعرف الماح من الدّاح . فالماح : صفرة البيض . والدّاح : الذي يسمى قوس قزح . وهذه الدّائرة أكثر ما ترى باللَّيل ، وقد ترى بالنّهار أحيانا ، وأكثر ذلك نصف النّهار وبالعشي . فإمّا عند طلوع الشّمس وعند غروبها ، فقلَّما ترى . وعلَّة هذه الدّارات كلَّها واحدة وذلك أنّ البخار الرّطب إذا كثر في الجو وأشرقت الشّمس أو القمر والكواكب المنيرة فيها سطع نورها في الهواء . ثم عطف ذلك النّور راجعا من الهواء على البخار الرّطب فترى تلك الدّارة كذلك .
و قالوا في قوس قزح : إنّها لا ترى دائمة ، وأكثر ما ترى بالغداة والعشي فأما نصف النّهار فلا ترى ، وأكثر ما ترى في الخريف . فأمّا في الصّيف فلا ترى وربما رؤيت قوسين ، فأما علَّة كونها فهي من شعاع الشّمس الرّاجع إلى البخار الرّطب كمثل ما يشرق في الماء .
ثم يرجع إلى الحائط وربّما يرى قوس قزح باللَّيل من ضوء القمر ، وقلَّما يرى ذلك ، وإنما يرى إذا رأيت في مثله ليلة البدر إذا كمل ضوء القمر .
فأمّا كدورة قوس قزح وصفاؤها فعلى ما تغلب عليها الرّطوبة كان اللَّون إلى الصّفا ، والبياض ، لأنّ صفاء الهواء وكدورته من قبل هاتين العلَّتين الرّطوبة واليبس ، وقياس ذلك النّار فإنّها إذا كانت في حطب رطب كان لون النّار أحمر كدرا ، وإذا كانت في حطب يابس كان لون النّار أصفر صافيا ، فكذلك لون قوس قزح أيضا .
أمّا الحمرة التي ترى أحيانا في أيّام الصّحو في الهواء : فمن قولهم فيها : إنّ الهواء إذا تكاثفت أجزاؤه وغلظ ثم سطع ضوء الشّمس أو الكواكب في موضع من الأرض ، رجع ذلك الضّوء إلى الهواء كالضّوء الذي يرجع من الماء إلى الحائط ، فكذلك الهواء إذا رجع إليه الضّوء من الأرض ، أو من المياه قبله على قدر مشاكلته ، لقبوله فيرى لون الهواء أحمر أحيانا ، وعلى الهواء القابل لذلك .
و القول في الآية بدأ اللَّه تبارك وتعالى يذكَّر بنعمه على خلقه ، حالا بعد حال ووقتا بعد وقت ، وبكمال تدبيره ، مجملا ومفصّلا ، ومقدّما ومؤخّرا وكيف سبّب الأسباب ورتّب الأقدار فيما هيّأ من درور رزق ودرج من نزول غيث فقال : انظروا كيف جمع فرق السّحاب بعد إنشائها ، وكيف ألَّف سياقها على تباينها ، وفي أيّ حال كشفها عقب رقّتها وتخلخلها ، حتى صار مع تراكمها يؤدي ما أودع وينخرق بما ضمّن ، فيخرج من خلاله الماء ، مرافقا للنّار ، جامدا وذائبا ، ومتخلخلا ومتماسكا .

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست