responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 265


قال أبو زيد يقال : أرزت ليلتنا تأرزا أريزا ، وهي أرزة إذا اشتدّ بردها وأكثر ما يكون ليلا .
و يقال : ليلة جاسية : إذا كان بردها شديدا ، ويوم جاسئ وقد جسأ جسوأ ويقال : برد البرد على ثيابي أي تركها باردة . وقيل : نحن مبردون في شدة البرد . وأنشد ابن الأعرابي :

ها إنّ ذا ظالم الدّيان متكئا * على أسّرته يشفي الكوانينا

الدّيان بن قطن كان شريفا فشبه ظالما به وترك التّنوين كما قال : ( و حاتم الطَّائي وهاب المسمى ) قوله : يشفي الكوانينا أي : يشفي في البرد الشّديد ، أراد أنّه صاحب نعمة فانتصب الكوانين على الظرف ، أي في هذا الوقت الشديد البرد والعرب تشبه الثّقيل من الرجال بالكانون . قال الحطيئة يهجو أمّه :

أغربالا إذا استودعت سرّا * وكانونا على المتحدثينا

قال أبو حاتم : لا أعرف هذا ولكن يقال في القيظ : أبرد القوم فهم مبردون والإبراد أن يصيبهم الرّوح آخر النهار في القيظ وفي غير هذا البرد النّوم وفي القرآن : * ( لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً ولا شَراباً ) * [ سورة النبأ ، الآية : 24 ] أي نوما ، ومن كلامهم منعنا البرد من البرد أي القر من النوم . وأنشد :

بردت مراشفها علي فصدّني * عنها وعن قبلاتها البرد

أي النّوم ويقال : أصابتنا سبة من برد ، وهو أن يصيبك من القر أشد مما كنت فيه أياما وإن أصابك برد في آخر الرّبيع قلت : أصابتنا سبة والدّهر سبات أي أحوال حال هكذا وحال هكذا ، أصابتنا سبة حر ، وسبة برد ، وسبة روح ، وسبة دف ، وقالوا : الصّحو في الشتاء ذهاب القر ويقال : ليلة مصحية إذا ذهب قرّها وإن كانت متغيمة وإن طلعت الشّمس نهارا واشتدّ القر فليس بصحو .
قال أبو حاتم : العامّة تظن أن الصّحو لا يكون إلَّا ذهاب الغيم وليس كذلك لأنّ الصّحو ذهاب البرد وتفرّق الغيم ، ويقال : تقشّعت السّماء إذا ذهب غيمها ، ويقال : يوم صحو على النّعت وليلة صحوة وأيام صحوات الهاء ساكنة ، ويوم مصح ، وليلة مصحية ، وقد أصحينا من القر . وقال أبو أسلم : يوم فصية وليلة فصية .
أما الطَّلقة فمثل الصّحوة ويقال : كانت اليوم فصية وطلقة ويوم طلقة وفصية ويوم طلق وليلة طلقة ويقال : أفصينا من ذلك القر أي خرجنا منه وأصابتنا فصيات ، أي أيام دفيات طيبة ، ويقال : انفسخ القر وانفسخ الشّتاء إذا انكسر وضعف ، والحضر شدّة البرد في

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست