و في النّصف من خوان ودّ عدوّنا * بأنّه في أمعاء حوت لدى البحر
واشتقاقه من الخون وهو النّقص ، لأن الحرب يكثر ويشتد فيه فيتخونهم أي ينتقصهم ويسمّى ربيع الآخر ( و يصان ) مضموم خفيف وقال الفراء : بعضهم يقول : بصان ، وبعضهم يجعل الواو أصلا فيقول : وبصان فيجزم الباء والجميع بصانات وأبصة . قال :
و سيّان بصان إذا ما عددته * ويرك لعمري في الحساب سواء
واشتقاقه من الوبيص وهو البريق ، أو من البصيص . وأنشد شعرا :
و يوم كأنّ النّار يوقدها له * هواجر وبصان عسفت به الحرقا على ما يرى الضّبعين يشبه دالجا * أحال بدلويه على حوضه دفقا
ويسمّى جمادى الأولى : الحنين وبعضهم يقول الحننين ، والجمع أحنّة . قال المهلهل :
أتيتك في الحنين فقلت رنّى * وماذا بين رنى والحنين ؟ !
وقال :
و ذو النحّب يؤويه فيوفي بنذره * إلى البيض من ذاك الحنين المعجّل
واشتقاقه من الحنين لأنّ النّاس يحنّون فيه إلى أوطانهم . و يسمّى جمادى الآخرة : رنى وورنة بجزم الرّاء . قال الفراء : هكذا السّماع لبعضهم وغيره يقول : رنة مثل ورنة ، والجمع ورنات . قال :
و أعددت مصقولا لأيام ورنة * إذا لم يكن للرّمي والطَّعن مسلك
ومن قال : رنة قال في جمعه رنات مثل زنة وزنات ، فأمّا رنى فسمّي به لأنّه يعلم فيه ما نتجت حروبهم . ( و الرّني ) الشّاة الحديثة النّتاج ، وأما رنة وورنة فمشتق من أرن يأرن ، إذا نشط وتحرّك فأبدل الواو من الهمزة ، وكأنّه أريد الوقت الذي يتحركون فيه للغزو ، فورنة مثل وجهة ، ورنة [1] مثل جهة . وقال :
مدرّج الرّيح ترّبعن ورنة * إذا عاقل وصغن برومان
فالماير فلمّا دنا لهبان الشّتاء يمّمن أحرجة الحاجر . و يسمّى رجب الأصم والجمع صم . قال :
[1] ورنة في القاموس اسم ذي القعدة - محمد شريف الدين عفا عنه .