responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 198



على دبر الشّهر الحرام لأرضنا * وما حولها جدت سنون تلفّع

وقوله تعالى : * ( ولَمَّا بَلَغَ أَشُدَّه ) * * [ سورة يوسف ، الآية : 22 ] أي منتهى شبابه وقوّته واحدها شدّ مثل فلس أو شد مثل فلان ودي ، والقوم أودى ، أو شد مثل نعمه وأنعم ، ومعناه قال مجاهد : ثلاثا وثلاثين سنة واستوى معناه أربعين سنة ، قالوا : وأشد اليتيم ثماني عشرة سنة . قال أبو زيد : يقال : هو الأشد وهي الأشد ، وفي القرآن : * ( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّه وبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) * [ سورة الأحقاف ، الآية : 15 ] .
قال الفرّاء : الأشد هنا هو الأربعون أقرب إليه في النّسق ، وأنت تقول : أخذت عامّة المال ، إذ كلَّه لا يكون أحسن من أن يقول : أخذت أقلّ المال ، أو كلَّه وأنشد المفضّل في شدّ :

عهدي به شدّ النّهار كأنّما * خضب اللَّبان ورأسه بالعندم

وعند أكثر أصحابنا البصريّين أنّ الأشدّ واحد ، وأنّه شاذ لأنّه لم يجيء أفعل في الواحد .
و قوله تعالى : * ( أَحْسَنُ مَقِيلًا ) * [ سورة الفرقان ، الآية : 24 ] من القائلة وهو الاستكنان في وقت انتصاف النّهار ، وجاء في التّفسير لا ينتصف النّهار يوم الجمعة حتّى يستقرّ أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النار ، فتحين القائلة ، وقد فرغ من الأمر فيقيل كل من الفريقين في مقره .
السّنون التي دعا النّبي صلى اللَّه عليه وسلم فيها على مضر وقال : « اللَّهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها سنين كسني يوسف » يقال : كان النّاظر منهم يرى بينه وبين السّماء دخانا من شدّة الجوع ، ويقال : بل قيل للجدب دخان ، حتّى قيل في قوله تعالى : * ( بِدُخانٍ مُبِينٍ ) * [ سورة الدّخان ، الآية : 10 ] أي جدب ، ليبس الأرض ، وارتفاع الغبار ، فشبّه ذلك بالدّخان ، ومن مجازهم واتّساعهم : ارتفع له دخان إلى السّماء هذا لبشر وذلك إذا علا .

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست