responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 195


* ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبابِ ) * * [ سورة الرعد ، الآية : 19 ] وقوله تعالى : * ( أَوْ أَرادَ شُكُوراً ) * [ سورة الفرقان ، الآية : 62 ] يريد أو يتأمل ما ينقل فيه حالا بعد حال من صنوف آلائه ، ووجوه إحسانه ، فيضم الشكَّر فيه . قوله : خلفة فيما يؤدّيه من المعنى كما حكاه أبو زيد من قولهم : ولد فلان شطرة ، والمراد ذكورهم بعدد إناثهم ، فهذا من الشّطر ، كما أنّ ذاك من الخلافة . والنّشئة والنّاشئة أوّل ساعات اللَّيل .
و قال ابن الأعرابي : إذا نمت من أوّل اللَّيل نومة ثم قمت ، فتلك النّاشئة والنّشئة حجر يكون على الحوض . قال ومنه قوله : هرقناه في بادي النّشيئة داثر والنّشيئة الجارية .
و منه قول الشاعر شعرا :

و لو لا أن يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النّشأ الصّغار

قال أبو العباس المبرّد : إذا قال القائل : ما رأيته مذ مدّة من يومي علم أنّ ذلك ساعة أو ساعات . وإذا قال : مذ مدّة من عمري علم أنّ ذلك سنة أو سنون أو ما يدانيه .
و من ظروف المكان مني فرسخين : وكان شيخنا أبو علي يقول : هذا كان يقوله الدّليل لمن يستهديه ، أي : إني أرشدك في فرسخين ، ومعنى من شأني وأمري كما قال : فإنّي لست منك ولست منّي ويجوز أن يقول : أنت منّي فرسخان ، كأنّه جعله نفس الفرسخين .
و المعنى : بيننا هذه المسافة ، فأمّا قولهم : هو منّي معقد الإزار ومقعد له لقابلة ، ومناط الثّريا فإنما ساعت أن تكون ظروفا وإن كان المحدود من الأماكن لا يجعل ظروفا لأنّها أزيلت عن مواضعها ، فوضعت موضع القرب والبعد ، فدخلها بذلك الإبهام ، وتقول : اليوم الجمعة واليوم السّبت ، وجعلت الثّاني هو الأوّل ، فرفعت لكونه مبتدأ أو خبرا ، وإن نصبت فقلت :
اليوم السّبت واليوم الجمعة جاز . وتجعل الثّاني كالحدث لتضمّنه معنى الفعل ، فيصير كقولك : اليوم الخروج ، وغدا الارتحال ، ولو قلت : زيد اليوم لم يجز ، لأنّ ظروف الأزمنة لا تتضمّن الأشخاص والجثث ، لأنّها لا تخلو منها على كلّ حال ، فلا يحصل في الكلام فائدة ، وكذلك إذا قلت : حضرت يوم الجمعة ، كان يوم الجمعة ظرفا لا غير ، لأنّك إن جعلته مفعولا لم يكن فيه فائدة ، لأنّه لا يغيب عنه أحد وعلى هذا قوله تعالى : * ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه ) * [ سورة البقرة ، الآية : 185 ] ويقول : الصّيام عشرة أيام إلَّا يوما ، فلا يجوز إلا الرّفع لأنّه يريد الوقت كلَّه فهو كقوله تعالى : * ( غُدُوُّها شَهْرٌ ورَواحُها شَهْرٌ ) * [ سورة سبأ ، الآية : 12 ] وتقول : اليوم عشر من الشهّر والاختيار النّصب ، وكذلك إذا قلت لك : اليوم شهران أو سنتان نصبت اليوم ، وإن سقط من الشّهر شيء لأنّ الاسم يستحق منه على نقصانه ، وتقول : لا أكلَّمك أخرى اللَّيالي ذكر أخرى ليصلها بما قد مضى ، وكذلك غابر الدّهر : أي باقيه وقوله : رآها مكان السّوق أو هو أقربا ، مثل قوله تعالى :

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست