responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 181


منعه الصّرف فإنه يجعله معدولا عمّا فيه الألف واللَّام كأنّه لا يأتي بهما ، وهو يريد معناهما في الاسم كما أنّ قولك : سحر كذلك وقد مضى القول فيه ، فإن نكَّرته وجعلته شائعا صرفته به وصرفته ، فقلت : مضى أمس وكذلك إن أضفته أو أدخلت عليه ألفا ولاما ، لأنّه يصير موقتا محدودا تقول : مضى أمسك ، وكان أمسا أطيب من يومنا ، ومضى الأمس .
فإن قال : ما بال غد لا يكون مبنيا قلت : أمس معرفة مشاهد معلوم ، وغد ليس بمعلوم ولا مشاهد ، لأنّه لم يأت قبيلهما سبيل قط المشدّدة وأبدا ، لأنّ قطَّ للقائل من لدن قوله أي ابتداء كونه فهو معلوم ، يقول : ما رأيته قطَّ ، تحركت الطَّاء الأخيرة لأنه لا يلتقي ساكنان ويضمها كما يضم آخر الغايات ، وسنبين القول فيها كلَّها ، وإذا قلت : لا أكلمه أبدا ، فالأبد مذ لدن تكلَّمت إلى آخر عمرك ، فهو غير معلوم ، وجار على أصله الذي له وصار مصروفا منصرفا لم يعرض فيه ما يوجب تنيرا .
قال قطرب : وأظنه حكى عن الخليل أنّهم أرادوا بأمس حين حفظوا رأيته بالأمس ، فحذفوا الباء والألف واللَّام كما قالوا خير عافاك اللَّه في جواب : كيف أصبحت ؟ يريدون بخير ، وكما قالوا : لاه أبوك اللَّه أبوك . وقال ذو الأصبع شعرا :

لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب * دوني ولا أنت ديّاني فتجزوني

فحذف لام الإضافة ولام التّعريف وهذا تقوية لقول الخليل ، ومثله قول الآخر :

طال النّواء وليس حين تقاطع * لاه ابن عمّك والنّوى لعدوّ

انتهى كلامه . قال الشيّخ : هذا الذي حكاه لا يكون بناء بل يكون الحركة في أمس إعرابا كما أنّها في حين وفي لاه أبوك شاذ ، فلا يجعل أصلا لغيره . قال قطرب : فإذا دخلت الألف واللَّام في أمس ، فبعض العرب ينصبه ، ويقول : رأيته الأمس وبعضهم يخفضه كحاله قبل الألف واللَّام ، ويقول : رأيته بالأمس وقال نصيب شعرا :

و إنيّ حبست اليوم والأمس قبله * ببابك حتّى كادت الشّمس تغرب

انتهى كلامه .
قال الشيخ : الوجه في إدخال الألف واللام أن ينكَّر أولا ثم يعرّف بهما ، فأمّا من نصب بعد إدخال الألف واللَّام فهو القياس ، لأنّ الألف واللَّام والتّنكير يرددان اللفظ إلى ما كان يجب عليه في الأصل .
و أما ما حكاه عن يونس أنّه سمع الكسر مع دخول الألف واللَّام ، فالمتكلَّم بذلك يجب أن لا يكون قد اعتدّ بالألف واللَّام ، ولم ينكَّر قبل دخولهما ، وبقي الكسر إيذانا بفعله ذلك ، ويكون هذا كقوله شعرا :

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست