responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 166


بعضهم : خرج لعمرة ، وقال بعضهم ؛ خرج قارنا وإنما خرج ينتظر أمر اللَّه ، وعلم اللَّه أنّها حجة لا يحج بعدها فجمع ذلك كلَّه له في شهر واحد ، ليكون جميع ذلك سنّة لأمّته ، فلمّا طاف بالبيت ثم رأى أن يجعلها عمرة ، وحبس من كان معه على هدي ، لقوله تعالى : * ( حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّه ) * [ سورة البقرة ، الآية : 196 ] فجمعت له العمرة والحج .
و قد قال قوم : إنّ الأربعة الحرم هي التي أجّلها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم للمشركين فقال :
* ( فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) * [ سورة التوبة ، الآية : 2 ] وهي شوّال - وذو القعدة - وذو الحجّة - والمحرّم . ثم قال : * ( فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ) * [ سورة التوبة ، الآية : 5 ] وقال : إنّ الأربعة التي جعلت حلَّا من عشر ذي الحجة إلى عشر من ربيع الآخر ، وجعلها حرما ، كما قال : مكَّة حرم إبراهيم ، والمدينة حرمي . وروي أيضا أنه حرم ما بين لابتي المدينة يعني حرّتيها ، وفي آخر حرم ما بين عير إلى ور وهما جبلان . فأما قوله تعالى :
* ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ ) * [ سورة البقرة ، الآية : 197 ] فإنه يريد أوقات الحجّ أشهر ، أو أشهر الحجّ أشهر . وهذا خطاب يدلّ على معرفة العرب بشهور معلومة كانوا فيها يحجّون ، فأقرّ اللَّه أمرها في الإسلام على ما كانت عليه ودعا إلى إقامة الحجّ فيها .
و اعلم أنها أوقات الحجّ دون غيرها ، وأنّ من فرض على نفسه فيها الحجّ فمن السنة أن يترك الرّفث والفسوق والجدال ، ومعنى فرض الرّجل على نفسه الحج إهلاله به ، والإهلال التّلبية ، وأصله رفع الصوت . وروي عن الشّعبي وابن عمر أنّها شوّال - وذو القعدة - وذو الحجة - وقال بعضهم : له من ذي الحجّة عشر ليال ، فكأنّه جعل الشّهرين وبعض الثّالث أشهرا ، وهذا في القياس قريب لأنّه كما جاز أن يسمى الشّهر ذا الحجّة ، وإن كانت الحجّة في بعض أيّامه ، كذلك يجوز أن يسمّى شهر الحجّ ، وإن لم يكن جميع أيّامه مصروفا إليه .
و حكي عن ابن عبّاس أنه قال : الأيام المعدودات أيام التّشريق ، والأيّام المعلومات الأيام العشرة من أوّل ذي الحجّة . وقال عطاء : الأيام المعدودات أيام منى ويوم التّروية ، سمّي بذلك لأنّهم كانوا يتروّون من الماء ، ويتزوّدونه معهم ، ويوم عرفة لا يدخله الألف واللام ، وإنّما سمّي عرفة وعرفات ، لأنّ من حضرها كانوا يتعارفون بها . وقال بعضهم : بل لأنّ جبرائيل عليه السّلام طاف بإبراهيم صلوات اللَّه عليه يديره على المشاهد ، ويوقفه عليها ، ويقول له : حالا بعد حال عرفت عرفت ، والعروف الحدود ، والواحد عرفة . وقيل : سمّيت عرفة بذلك كأنّه عرف حدّه لتميزه عن غيره من الأرضين ، ولكونه معرفة امتنع من دخول الألف واللَّام عليه . وحكي ؛ طار القطا عرفا عرفا ، بعضها خلف بعض .
و أمّا الأعراف : فكل موضع مرتفع عند العرب ومنه قوله تعالى : * ( وعَلَى الأَعْرافِ

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست