responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 145


إذا طلع انتشرت فخرج منها ما كان مختبئا في البرد ، لأنّ طلوعه في وقت الدّفاء ، والسّعود متناسقة بعضها على إثر بعض .
( 26 ) وأمّا الفرغ الأول : فهو فرغ الدّلو ، والدّلو أربعة كواكب مرّبعة واسعة ، بين كل كوكبين قدر قامة الرّجل ، أو أكثر في رأي العين ، فهم يجعلون هذه الكواكب الأربعة عراقي الدّلو . قال عدي بن زيد في خريف شعرا :

سقاه نوء من الدّلو تد * لَّى ولم يوار العراقي

وفرغ الدّلو : مصبّ الماء من بين العراقي وقد يقولون لهما العرقوة العليا والعرقوة السّفلى . قال : ( قد طال ما حرمت نوء الفرغين ) .
( 27 ) وأمّا الفرغ الثاني : وهو العرقوة السّفلى فكمثل الفرغ الأول ، وقد يقال للفرغ الأول : ناهزا الدّلو المقدمان وللفرغ الأسفل : ناهزا الدّلو المؤخّران . والنّاهز الذي يحرك الدّلو ليمتلئ ، وقالوا : يقصر القمر أحيانا فينزل بالكرب ، والكرب الذي وسط العراقي الأربع ، والكرب من الدّلو ما شدّ به الحبل من العراقي . وقالوا : ربما نزل ببلدة الثّعلب ، وهو بين الدّلو والسّمكة من عن يمين المرفق .
( 28 ) وأمّا الرّشاء وهو السمكة : فكواكب في مثل حلقة السّمكة ، وفي موضع البطن منها من الشّق الشّرقي نجم منير ينزل به القمر يسمّونه بطن السّمكة . والمنجّمون يسمّونه :
قلب الحوت . ويقال لما بين المنازل : الفرج . فإذا قصر القمر عن منزلة واقتحم التي قبلها فنزل بالفرجة ، بينما استحبّوا ذلك إلَّا الفرجة التي بين الثّريّا والدّبران ، فإنّهم يكرهونها ويستخشونها ، ويقال لها الضيّقة ( 1 ) . قال :

فهلَّا زجرت الطيّر ليلة جئته * تضيّقه بين النّجم والدّبران

وسميّت ضيقة لضيقها عندهم ، فإنّهم يتواضعون قصر ما بين طلوع النّجم وطلوع الدّبران . ذكر عن يزيد بن قحيف الكلابي ، أنّه قال : ما بينهما إلا سبعة أيام وإنّما هذا نحو نصف ما قدر لما بين المنزلين .
قال أبو حنيفة : فهذا ما حكي لنا ، وأمّا نحن فلم نجدها أقصر المنازل كلَّها مدة في الطَّلوع ، ولا فرجة في المنظر ، وأنّ الذي نير الطَّرف والجبهة لأقلّ من ذلك ولكن قد وجدناهما في الغروب عندهم متقاربين جدا ، حتّى لا نكاد نثبت بينهما شيئا ما هو الآن إلا أن يسقط النّجم ، فما يستقيم السّقوط حتّى يسقط الدّبران وأحسب الذي اشتهر أمرهما في


( 1 ) الضيقة منزل للقمر - قاموس .

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست