responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 132


الباب السّادس في ذكر الأنواء ، واختلاف العرب فيها و منازل القمر ، مقسمة الفصول على السنة ، وأعداد كواكبها وتصوير مأخذها ضارة ونافعة اعلم أنا نذكر من أمر الأنواء ومذهب جهّال العرب فيها ، ومن صفة المنازل والبروج ما يحتاج إليه هذا الكتاب ، والدّاعي إليه أنهم كانوا ينسبون الأوقات إليها كثيرا ، وكذلك ما نذكره من أحوال الشّمس والقمر ، وكان في العرب من يسرف في الإيمان بها ونسبة الحوادث إليها ، حتى أوهم كلامهم وإفراطهم أنّ السّقيا وجميع ما يحمد منها ، أو يذم إلى جميع ما ينقل فيه الأيام من خير وشر ، ونفع وضر ، وكلّ ذلك من الأنواء وبها . وهذا كإضافتهم إلى الكواكب أفعال صانعها ، وتطابقهم في التّيمن والتشاؤم بها ، لذلك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : « من آمن بشيء من ذلك فقد كفر بما أنزل عليّ » .
و قد مرّ فيما تقدّم من الكتاب فصل كثير بيّن فيه فساد طريقتهم ، وأنّ من عدل عنها وجعلها آيات يقيمها اللَّه تعالى ، تنبيها على حكمته فيها ، ليعتبر المعتبرون بها ويشكروا نعمه فيها ، فقد برئت من الذّم ساحته ، وتباعد عن الإثم منهجه ، على مثل ذلك يحمد قول عمر بن الخطاب حين خرج إلى الاستسقاء ، فصعد المنبر ولم يزد على الاستغفار ، ثم نزل فقيل : إنّك لم تستسق ، فقال : لقد استسقيت بمجاديح السّماء . قال أبو عمر والمجاديح وأحدها مجدح ، وهو نجم من النّجوم كانت العرب تقول : إنّه يمطر به لقولهم في الأنواء .
قال أبو عبيد فسألت عنه الأصمعي ، فلم يقل فيه شيئا وكره أن يتأوّل على عمر مذهب الأنواء ، وقال الأموي : يقال فيه أيضا : المجدح بالضّم وأنشد فيه قوله شعرا :

و أطعن بالقوم شطر الملو * ك حتّى إذا خفق المجدح

قال أبو عبيد : والذي يراد من هذا الحديث أنه جعل الاستغفار استسقاء يتأوّل قوله تعالى : * ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ) * [ سورة نوح ، الآية

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست