واعلم أنه لم
يبن من الفعل خماسى ، لأنه إذن يصير ثقيلا بما يلحقه مطّردا من حروف المضارعة
وعلامة اسم الفاعل واسم المفعول [١] والضمائر المرفوعة التى هى كجزء الكلمة ، وإنما قال «الأصول»
لأنه يزاد على ثلاثىّ الفعل واحد كأخرج ، واثنان كانقطع ، وثلاثة كاستخرج ، وعلى
رباعيّه واحد كتدحرج ، واثنان كاحرنجم [٢] ويزاد على ثلاثىّ الاسم واحد نحو ضارب ، واثنان كمضروب
، وثلاثة كمستخرج ، وأربعة كاستخراج ، وعلى رباعيّه واحد كمدحرج ، واثنان كمتدحرج
، وثلاثة كاحربحام [٣] ، ولم يزد فى خماسيّه غير حرف مد قبل الآخر نحو سلسبيل [٤] وعضر فوط [٥] أو بعده مجرّدا عن التاء كقبعثرى [٦]
يجب أن يكون المبتدأ
به متحركا والموقوف عليه ساكنا ، فلما تنافيا صفة كرهوا مقارنتهما ؛ ففصلوا بينهما
بحرف لا تجب فيه الحركة ولا السكون ، فكان مناسبا لهما» وهو منقوض بما كان على
حرفين من الحروف والأسماء المشبهة لها ، قال : «وإنما جوزوا فى الاسم رباعيا
وخماسيا للتوسع ، ولم يجوزوا سداسيا لئلا يوهم أنه كلمتان ؛ إذ الأصل فى الكلمة أن
تكون على ثلاثة أحرف» هذا ، وأكثر أنواع الأبنية وقوعا فى الكلام الثلاثى ، ويليه
الرباعى ، ويليه الخماسى
[١] قول الشارح «وعلامة
اسم الفاعل والمفعول» ظاهره أن علامة اسم الفاعل والمفعول تلحق الفعل وليس كذلك ،
والصواب حذفه والتعليل تام بدونه
[٢] الاحرنجام : الاجتماع
، يقال : احرنجم القوم ، إذا اجتمع بعضهم إلى بعض ، وحرجمت الابل : إذا رددت بعضها
إلى بعض ، فاحرنجمت : أى ارتد بعضهما إلى بعض واجتمعت
[٢] الاحرنجام :
الاجتماع ، يقال : احرنجم القوم ، إذا اجتمع بعضهم إلى بعض ، وحرجمت الابل : إذا
رددت بعضها إلى بعض ، فاحرنجمت : أى ارتد بعضهما إلى بعض واجتمعت
[٣] يقال : شراب سلسل
وسلسال وسلسبيل ، إذا كان سهل المدخل فى الحلق ، واختلف علماء اللغة فى قوله تعالى
: (عينا فيها تسمى سلسبيلا) فقيل : إنه اسم عين فى الجنة ، وصرف وحقه المنع
للعلمية والتأنيث ؛ للتناسب ، وقيل : إنه وصف للعين ، وعليه فلا إشكال فى صرفه