الكتاب ، ولم يجىء فعل فى مصدر فعل المفتوح عينه إلا فى المنقوص ، نحو
الشّرى ، والقرى ، والقلى ، وهو أيضا قليل.
قوله «ونحو طلب مختص بيفعل» يعنى لم يجىء في باب فعل المفتوح مصدر على فعل المفتوح العين
إلا ومضارعه يفعل بالضم سوى حرفين : جلب الجرح جلبا : أى أخذ فى الالتئام ،
والمضارع من جلب الجرح يجلب ويجلب معا ، وليس مختصا بيفعل بالضم ، وأما الغلب فهو
من باب غلب يغلب ، قال الله تعالى : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ
غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) قال الفراء : يجوز أن يكون فى الأصل من بعد غلبتهم
بالتاء ؛ فحذف التاء ، كما فى قوله : ـ
وكأنه لما كثر استعمالهم اتقى يتقى
بالزيادة توهموا أن التاء فى أصل بناء الكلمة فخففوه بحذف همزة الوصل والتاء
الأولى الساكنة ، ثم لما رأوا المضارع مفتوح ما بعد حرف المضارعة ولا نظير له فى
أبنيتهم سكنوا ما بعد حرف المضارعة ليصير على مثال قضى يقضى ، ثم بنوا المشتقات
على ذلك فقالوا تقى تقية ورجل تقى ورجال أتقياء وتقواء وتقاة
[١] البيت للفضل بن
العباس بن عتبة بن أبى لهب عبد العزى بن عبد المطلب أحد شعراء الدولة الأموية.
والخليط : المخالط والمعاشر كالنديم والجليس بمعنى المنادم والمجالس ، والبين :
البعد والفراق ، وأجدوه : صيروه جديدا ، وانجردوا : بعدوا وأصله من قولهم : جرد
بنا السير : أى امتد ، والشاهد فيه قوله «عد الأمر» حيث حذف التاء فى الاضافة كما
حذفت فى قوله تعالى : (وَهُمْ
مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)
وقوله : (وإقام الصلاة)