responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 8  صفحة : 233
ثَلَاثَ جُمَعٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ
أَي خَتَمَ عَلَيْهِ وَغَشَّاهُ وَمَنَعَهُ أَلطافه؛ الطَّبْع، بِالسُّكُونِ: الْخَتْمُ، وَبِالتَّحْرِيكِ: الدَّنَسُ، وأَصله مِنَ الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السَّيْفَ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ فِيمَا يُشْبِهُ ذَلِكَ مِنَ الأَوْزار والآثامِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ المَقابِحِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء:
اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ عَلَى الصَّحِيفَةِ
؛ الطَّابَعُ، بِالْفَتْحِ: الْخَاتَمُ، يُرِيدُ أَنه يَخْتِمُ عَلَيْهَا وتُرْفَعُ كَمَا يَفْعَلُ الإِنسان بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِ. وطبَع الإِناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع: مَلأَه. وطِبْعُه: مِلْؤُه. والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حَتَّى لَا مَزِيدَ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ مَلْئِه. قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْمَصْدَرِ طَبْعٌ لأَنّ فِعْلَهُ لَا يُخَفَّفُ كَمَا يُخَفَّفُ فِعْلُ مَلأْت. وتَطَبَّعَ النهرُ بِالْمَاءِ. فَاضَ بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ وتَدَفَّق. والطِّبْعُ، بِالْكَسْرِ: النَّهْرُ، وَجَمْعُهُ أَطباع، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ نَهْرٍ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، ... كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ
وَقِيلَ: الطِّبْعُ هُنَا المِلءُ، وَقِيلَ: الطِّبْعُ هُنَا الْمَاءُ الَّذِي طُبِّعَتْ بِهِ الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ يُعْرَفْ اللَّيْثُ الطِّبْعَ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ فتحَيَّر فِيهِ، فَمَرَّةً جَعَلَهُ المِلْءَ، وَهُوَ مَا أَخذ الإِناءُ مِنَ الماءِ، وَمَرَّةً جَعَلَهُ الْمَاءَ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْمَعْنَيَيْنِ غَيْرُ مُصِيبٍ. والطِّبْعُ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ النَّهْرُ، وَهُوَ مَا قَالَهُ الأَصمعي، وَسُمِّيَ النَّهْرُ طِبْعاً لأَن النَّاسَ ابْتَدَؤُوا حَفْرَهُ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ كالقِطْف بِمَعْنَى المَقْطوف، والنِّكْث بِمَعْنَى المَنْكوث مِنَ الصُّوفِ، وأَما الأَنهار الَّتِي شَقَّهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الأَرض شَقًّا مِثْلُ دَجْلةَ والفُرات وَالنِّيلِ وَمَا أَشبهها فإِنها لَا تُسَمَّى طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار الَّتِي أَحْدَثها بَنُو آدَمَ وَاحْتَفَرُوهَا لمَرافِقِهم؛ قَالَ: وَقَوْلُ لَبِيدٍ هَمَّتْ بالوحَل يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَهُ الأَصمعي، لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مَمْلُوءَةً مَاءً ثُمَّ خَاضَتْ أَنهاراً فِيهَا وحَلٌ عَسُر عَلَيْهَا الْمَشْيُ فِيهَا والخُروج مِنْهَا، وَرُبَّمَا ارْتَطَمَتْ فِيهَا ارْتِطاماً إِذا كَثُرَ فِيهَا الْوَحَلُ، فَشَبَّهَ لَبِيدٌ الْقَوْمَ، الَّذِينَ حاجُّوه عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فأَدْحَضَ حُجَّتهم حَتَّى زَلِقُوا فَلَمْ يَتَكَلَّمُوا، بِرَوَايَا مُثْقَلة خَاضَتْ أَنهاراً ذَاتَ وَحَلٍ فَتَسَاقَطَتْ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ الأَزهري: وَيُجْمَعُ الطِّبْعُ بِمَعْنَى النَّهْرِ عَلَى الطُّبوعِ، سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً
أَي مَلأَها. والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَطباعٌ وطِباعٌ. وَنَاقَةٌ مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ: مُثْقَلةٌ بحِمْلِها عَلَى الْمِثْلِ كَالْمَاءِ؛ قَالَ عُوَيفُ القَوافي:
عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا ... طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ مِنَ الوِقْرِ «6»
قَالَ الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: وأَنشد غَيْرُهُ:
أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟ ... وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟
وَيُرْوَى الجَلنْفَعهْ. وَقَالَ: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قَالَ الأَزهري: وَتَكُونُ المطبَّعة النَّاقَةَ الَّتِي مُلِئت لَحْمًا وَشَحْمًا فتَوَثَّقَ خلقها. وقِربة مُطبَّعة طَعَامًا: مَمْلُوءَةٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فقيلَ:
تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها ... مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لَا يَضيرُها

(6). قوله [تسديناك] تقدم في مادة شجر تعديناك.
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 8  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست