responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 7  صفحة : 440
الأَزهري: قَالَ شِمْرٌ وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ضَادٌ مَعَ ظَاءٍ غَيْرَ الْحُضَظِ.
حظظ: الحَظُّ: النَّصِيبُ، زَادَ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: مِنَ الفَضْل والخيْر. وَفُلَانٌ ذُو حَظّ وقِسْم مِنَ الْفَضْلِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع مِنَ الحظِّ فِعْلًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ هُوَ ذُو حَظٍّ فِي كَذَا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: الحَظّ النَّصِيبُ والجَدّ، وَالْجَمْعُ أَحُظٌّ فِي القِلَّة، وحُظوظ وحِظاظٌ فِي الْكَثْرَةِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي:
وحُسَّدٍ أَوْشَلْتِ مِنْ حِظاظِها، ... عَلَى أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها
وأَحاظٍ وحِظاء، مَمْدُودٌ، الأَخيرتان مِنْ مُحوّل التَّضْعِيفِ وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنه جَمْعُ أَحْظٍ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ لسُوَيْدِ بْنِ حذاقٍ العَبْدِيّ، وَيُرْوَى للمَعْلُوط بْنِ بَدَل القُرَيْعي:
مَتَّى مَا يَرَ الناسُ الغَنِيَّ، وجارُه ... فَقِيرٌ، يَقُولوا: عاجِزٌ وجَلِيدُ
وَلَيْسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ حِيلةِ الفَتى، ... ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ، وجُدُودُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَتاه الغِنى لجَلادته وحُرِمَ الْفَقِيرُ لعَجْزِه وقِلَّة مَعْرِفَتِهِ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنُّوا بَلْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ القَسّام، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِقَوْلِهِ: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ. قَالَ: وَقَوْلُهُ أَحاظٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وهَمٌ مِنْهُ بَلْ أَحاظٍ جَمْعُ أَحْظٍ، وأَصله أَحْظُظٌ، فَقُلِبَتِ الظَّاءُ الثَّانِيَةُ يَاءً فَصَارَتْ أَحْظٍ، ثُمَّ جُمِعَتْ عَلَى أَحاظٍ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: مِنْ حَظِّ الرَّجُلِ نَفَاقُ أَيِّمِه وَمَوْضِعُ حَقِّه
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَظُّ الجَدُّ والبَخْتُ، أَي مِنْ حَظِّه أَنْ يُرْغَب فِي أَيِّمه، وَهِيَ الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا مِنْ بَنَاتِهِ وأَخواته وَلَا يُرْغَب عَنْهُنَّ، وأَن يَكُونَ حَقُّهُ فِي ذِمّةِ مأْمُونٍ جُحودُه وتهَضُّمُه ثِقةٍ وفِيٍّ بِهِ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: حَنْظٌ وَلَيْسَ ذلك بمقصود إِنما هُوَ غُنَّة تَلْحَقُهُمْ فِي المشدَّد بِدَلِيلِ أَن هَؤُلَاءِ إِذا جَمَعُوا قَالُوا حُظُوظٌ. قَالَ الأَزهري: وَنَاسٌ مِنْ أَهل حِمْص يَقُولُونَ حَنظ، فإِذا جَمَعُوا رَجَعُوا إِلى الحُظوظ، وَتِلْكَ النُّونُ عِنْدَهُمْ غُنَّة وَلَكِنَّهُمْ يَجْعَلُونَهَا أَصلية، وإِنما يَجْرِي هَذَا اللَّفْظُ عَلَى أَلسنتهم فِي المشدَّد نَحْوَ الرُّزّ يَقُولُونَ رُنز، وَنَحْوَ أُتْرُجَّة يَقُولُونَ أُتْرُنجة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ مَا كنتَ ذَا حَظٍّ وَلَقَدْ حَظِظْتَ تَحَظُّ، وَقَدْ حَظِظْتُ فِي الأَمر فأَنا أَحَظُّ حَظّاً، وَرَجُلٌ حَظِيظٌ وحَظِّيٌّ، عَلَى النَّسَبِ، ومَحْظوظ، كُلُّهُ: ذُو حَظٍّ مِنَ الرِّزق، وَلَمْ أَسمع لِمَحْظُوظٍ بِفِعْلٍ يَعْنِي أَنهم لَمْ يَقُولُوا حُظّ؛ وَفُلَانٌ أَحَظُّ مِنْ فُلَانٍ: أَجَدُّ مِنْهُ، فأَما قَوْلُهُمْ: أَحْظَيْته عَلَيْهِ فَقَدْ يَكُونُ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَى أَنه مِنَ المُحَوَّل، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الحُظْوةِ. قَالَ الأَزهري: للحَظِّ فَعْلٌ عَنِ الْعَرَبِ وإِن لَمْ يَعْرِفْهُ اللَّيْثُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ محظُوظ وَمَجْدُودٌ، قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ أَحَظُّ مِنْ فُلَانٍ وأَجَدُّ مِنْهُ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا كَتَبَهُ لِابْنِ بُزُرْج: يُقَالُ هُمْ يَحَظُّون بِهِمْ ويَجَدُّون بِهِمْ. قَالَ: وواحد الأَحِظَّاء حَظِّيٌّ منقوص، قَالَ: وأَصله حَظٌّ. وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الحَظِيظُ الغَنِيُّ المُوسِرُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنت حَظٌّ وحَظِيظٌ ومَحْظوظ أَي جَدِيد ذُو حَظّ مِنَ الرِّزْق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
؛ الحَظُّ هَاهُنَا الْجَنَّةُ، أَي مَا يُلَقّاها إِلا مَن وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَهُوَ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ مِنَ الْخَيْرِ.

اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 7  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست