responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 3  صفحة : 79
بَدّاً
أَي تَبَدَّدِي وتفرَّقي؛ يُقَالُ: بَدَدْتُ بَدًّا وبَدَّدْتُ تَبْدِيدًا؛ وَهَذَا خَالِدٌ هُوَ الَّذِي
قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ.
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَوْ كَانَ البَدادُ لَمَا أَطاقونا، البَداد، بِالْفَتْحِ: الْبِرَازُ؛ يَقُولُ: لَوْ بَارَزُونَا، رَجُلٌ لِرَجُلٍ؛ قَالَ: فإِذا طَرَحُوا الأَلف وَاللَّامَ خَفَّضُوا فَقَالُوا يَا قَوْمَ بَدادِ بَدَادِ مَرَّتَيْنِ أَي ليأْخذ كُلُّ رَجُلٍ رَجُلًا. وَقَدْ تَبَادَّ الْقَوْمُ يَتَبَادُّونَ إِذا أَخذوا أَقرانهم. وَيُقَالُ أَيضاً: لَقُوا قَوْمًا أَبْدَادَهُمْ، وَلَقِيَهُمْ قَوْمٌ أَبدادُهم أَي أَعدادهم لِكُلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ فِي الْحَرْبِ يَا قَوْمُ بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كُلُّ رَجُلٍ قِرنه، وإِنما بُنِيَ هَذَا عَلَى الْكَسْرِ لأَنه اسْمٌ لِفِعْلِ الأَمر وَهُوَ مَبْنِيٌّ، وَيُقَالُ إِنما كُسِرَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنِينَ لأَنه وَاقِعٌ مَوْقِعَ الأَمر. والبَدِيدة: التَّفَرُّقُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
بلِّغ بَنِي عَجَبٍ، وبَلِّغْ مَأْرِباً ... قَوْلًا يُبِدُّهُمُ، وَقَوْلًا يَجْمَعُ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: يبدُّهم يفرِّق الْقَوْلَ فِيهِمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف فِي الْكَلَامِ أَبددته فرَّقته. وبدَّ رِجْلَيْهِ فِي المِقطَرة: فرَّقهما. وَكُلُّ مَنْ فرَّج رِجْلَيْهِ، فَقَدْ بَدَّهما؛ قَالَ:
جاريةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها، ... قَدْ سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها،
فبَدَّتِ الرجْلَ، فَمَا تَضُمُّها
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ:
جاريةٌ يَبُدّها أَجمها
وَذَهَبُوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فِرَقًا متبدِّدين. الْفَرَّاءُ: طَيْرٌ أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مُفْتَرَقٌ؛ وأَنشد «[1]»:
كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، يَنْظُرُونَ مَتَى ... يَرَوْنَنِي خَارِجًا، طيرٌ يَبَادِيدُ
وَيُقَالُ: لَقِيَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فُلَانًا فَابْتَدَّاهُ بِالضَّرْبِ أَي أَخذاه مِنْ نَاحِيَتَيْهِ. وَالسَّبُعَانِ يَبْتَدَّان الرَّجُلَ إِذا أَتياه مِنْ جَانِبَيْهِ. وَالرَّضِيعَانِ التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما: يَرْضَعُ هَذَا مِنْ ثَدْيٍ وَهَذَا مِنْ ثَدْيٍ. وَيُقَالُ: لَوْ أَنهما لَقِيَاهُ بِخَلَاءٍ فابْتَدّاه لَمَا أَطاقاه؛ وَيُقَالُ: لَمَا أَطاقه أَحدهما، وَهِيَ المُبادّة، وَلَا تَقُلْ: ابْتَدّها ابْنُهَا وَلَكِنِ ابْتَدّها ابْنَاهَا. وَيُقَالُ: إِن رَضَاعَهَا لَا يَقَعُ مِنْهُمَا مَوْقِعًا فَأَبِدَّهما تِلْكَ النعجةَ الأُخرى؛ فَيُقَالُ: قَدْ أَبْدَدْتُهما. وَيُقَالُ فِي السَّخْلَتَيْنِ: أَبِدَّهما نَعْجَتَيْنِ أَي اجْعَلْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَعْجَةً تُرضعه إِذا لَمْ تَكْفِهِمَا نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ
وَفَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأَبَدَّ بَصَرَهُ إِلى السِّوَاكِ
أَي أَعطاه بُدَّته مِنَ النَّظَرِ أَي حَظَّهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ يُبدُّني النَّظَرَ اسْتِعْجَالًا بِخَبَرِ مَا بَعَثَنِي إِليه.
وَفِي حَدِيثِ
عِكْرِمَةَ: فَتَبَدَّدوه بَيْنَهُمْ
أَي اقْتَسَمُوهُ حِصَصًا عَلَى السَّوَاءِ. والبَدَدُ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ فِي النَّاسِ مِنْ كَثْرَةِ لَحْمِهِمَا، وَفِي ذَوَاتِ الأَربع فِي الْيَدَيْنِ. وَيُقَالُ لِلْمُصَلِّي: أَبِدَّ ضَبْعَيْك؛ وإِبدادهما تَفْرِيجُهُمَا فِي السُّجُودِ، وَيُقَالُ: أَبَدَّ يَدَهُ إِذا مدَّها؛ الْجَوْهَرِيُّ: أَبَدَّ يَدَهُ إِلى الأَرض مدَّها؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَانَ يُبِدُّ ضَبْعَيْه فِي السُّجُودِ
أَي يمدُّهما ويجافيهما.

[1] قوله [وأنشد إلخ] تبع في ذلك الجوهري. وقال في القاموس: وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد، وأَنشد يرونني إلخ وإنما هو طير اليناديد، بالنون والإضافة، والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 3  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست