responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 14  صفحة : 244
قَالَ: وَهَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ خما، كَمَا ذُكِرَ السَّادي في فصل سَدَى.
خنا: الخَنا: مِنْ قَبِيحِ الْكَلَامِ. خَنا فِي مَنْطقه يَخْنُو خَناً، مَقْصُورٌ. والخَنَا: الفُحْش. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخَنَا مِنَ الْكَلَامِ أَفْحَشُه. وخَنا فِي كَلَامِهِ وأَخْنَى: أَفْحَش، وَفِي مَنْطقه إخْنَاءٌ؛ قَالَتْ بنتُ أَبي مُسافِعٍ القُرَشي وَكَانَ قَتَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو ... أَظافِيرَ وأَقْدامِ
كحِبِّي، إذا تَلاقَوا، وَ ... وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانُ
وأَنتَ الطاعِنُ النَّجْلاءِ ... مِنْهَا مُزْبِدٌ آنِ
وَفِي الكَفِّ حُسامٌ صارِمٌ ... أَبْيَضُ خَذَّامُ
وَقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، ... فَمَا تُخْنِي لصُحْبانِ
ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهَا الأَخفش كُلَّهَا مُقَيَّدَةً، وَرَوَاهَا أَبو عَمْرٍو مُطْلَقَةً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذَا قُيِّدَتْ فَفِيهَا عَيْبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الإِكْفاء بِالنُّونِ وَالْمِيمِ، وَإِذَا أَطلقت فَفِيهَا عَيْبَانِ الإِكْفاء والإِقْواء، قَالَ: وَعِنْدِي أَن ابْنَ جِنِّي قَدْ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ رَوَاهَا أَبو الْحَسَنِ الأَخفش مُقَيَّدَةً، لأَن الشِّعْرَ مِنَ الهَزَج وَلَيْسَ فِي الْهَزَجِ مَفَاعِيلْ بالإِسكان وَلَا فَعُولانْ، فَإِنْ كَانَ الأَخْفش قَدْ أَنشده هَكَذَا فَهُوَ عِنْدِي عَلَى إِنْشَادِ مَنْ أَنشد:
أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ
بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهَذَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ ضَرْبًا لأَن فَعُولْ مُسَكَّنَةً لَيْسَتْ مِنْ ضُرُوبِ الْوَافِرِ، فَكَذَلِكَ مفاعيلْ أَو فَعُولانْ لَيْسَتْ مِنْ ضُرُوبِ الْهَزَجِ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالرِّوَايَةُ كَمَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَإِنْ كَانَ فِي الشِّعْرِ حِينَئِذٍ عَيْبَانِ مِنَ الإِقواء والإِكفاء إِذِ احتمالُ عَيْبَيْنِ وَثَلَاثَةٍ وأَكثر مِنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ مِنْ كَسْرِ الْبَيْتِ، وَإِنْ كُنْتَ أَيها النَّاظِرُ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ أَهل العَروض فعِلْمُ هَذَا عَلَيْكَ مِنَ اللَّازِمِ الْمَفْرُوضِ. وكلامٌ خَنٍ وكَلِمَة خَنِيَةٌ، وَلَيْسَ خَنٍ عَلَى الفِعْل، لأَنا لَا نَعْلَمُ خَنِيَتِ الْكَلِمَةُ، وَلَكِنَّهُ عَلَى النَّسَب كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ طَعِمٌ ونَهِرٌ، وَنَظِيرُهُ كاسٍ إِلَّا أَنه عَلَى زِنَةِ فاعِلٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَي ذُو طَعامٍ وكسْوَة وسَيْرٍ بِالنَّهَارِ؛ وأَنشد:
لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ
وَقَوْلُ القُطامِيّ:
دَعُوا النَّمْر، لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا خَنايَةً، ... فَقَدْ أَحْسَنَتْ فِي جُلّ مَا بَيننا النَّمْرُ
بَنَى مِنَ الخنَا فَعالَة. وَقَدْ خَنِيَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، وأَخْنَى عَلَيْهِ فِي مَنْطِقِه: أَفْحَشَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وَلَا تُخْنُوا عليَّ، وَلَا تُشِطُّوا ... بِقَوْلِ الفخْر، إِنَّ الفَخْرَ حُوبُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَخْنَى الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ الأَمْلاكِ
؛ الخَنا: الفُحْشُ فِي الْقَوْلِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَخْنَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ إِذَا مالَ عَلَيْهِ وأَهلكه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ لَمْ يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فَلَا حاجةَ لِلَّهِ فِي أَن يَدَعَ طَعامَه وَشَرَابَهُ.
وَفِي حَدِيثِ
أَبي عُبَيْدَةَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَة وَاللَّهِ مَا كَانَ سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنهِ [1] فِي شِقَّةٍ مِنْ تَمْرٍ
أَي

[1] قوله [ليخني بابنه] بهامش نسخة من النهاية ما نصه: الإِخناء على الشيء الإفساد ومنه الخنا وهو الفحش والكلام الفاسد، ودخلت الباء في بابنه للتعدية، والمعنى: ما كان ليجعله مخنياً على ضمانه خائساً به، واللام لتأكيد مَعْنَى النَّفْيِ كَأَنَّهُ قَالَ: سعد أجلّ من أن يضايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن
اسم الکتاب : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 14  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست