responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غريب الحديث للخطابي المؤلف : الخطابي    الجزء : 1  صفحة : 358
هذا في وُسْع كلِّ أحد فلعلّ من الناس مَنْ إذا أراد التَّزْيين له أَفضَى به إلى التَّهْجِين وإنما المعنى في ذَلِكَ ما ذكرناه لقوله:
"ليسَ مِنّا مَنْ لم يتغَنَّ بالقُرآن" [1] إنّما هُوَ أن يَلْهَج بتلاوته كما يَلْهَج الناسُ بالغِناء والطَّرَب عليه وإلى هذا المْعنى ذَهَب ابنُ الأعرابيّ صاحُبنا.
أخبرني إبراهيمُ بن فِراسٍ قَالَ سألْتُ ابنَ الأعرابيّ عن هذا فَقَالَ: إنّ العرب كانت تتغَنَّى بالرُّكْبَاني وهو النَّشيد بالتَّمطِيط والمَدِّ إذا رَكِبت الإِبل وإذا تبطَّحت[2] عَلَى الأرْضَ وإذا جَلَسَتْ في الأَفْنِية وعلى أكثر أحوالها فلما نزل القرآن أحبَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكون القرآن هِجِّيراهُم[3] مكان التغني بالركباني.

[1] أخرجه البخاري في التوحيد 9/188 وغيره.
[2] ط: "انبطحت".
[3] القاموس "هجر": يقال هذا هجيراه: أي دأبه وشأنه.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لآلِ رَسُولِ اللَّهِ وَحْشٌ فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ لَعِبَ وَجَاءَ وَذَهَبَ فَإِذَا جَاءَ رَبَضَ فَلَمْ يَتَرَمْرَمْ مَا دَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِي الْبَيْتِ[1].
حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ أَبُو عَلِيٍّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ.
قوله: لم يترمْرَمْ معناه لم يتحرّك ولم يبْرح مكانَه قَالَ حُميْدُ بن ثوْر:
صَلْخَدًا لو أنَّ الجِنَّ تَعْزِفُ تَحْتَه ... وضَرْبَ المغني دفه ما ترمرما2

[1] أخرجه أحمد 6/113, 150 بلفظ: "لعب واشتد وأقبل وأدبر فإذا أحس برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قد دخل ربض".
[2] الديوان /11. برواية:
صَلْخَدًا لو أنَّ الجِنَّ تَعْزِفُ حوله ... وضرب المغني والصدى ما تَرمْرَما
اسم الکتاب : غريب الحديث للخطابي المؤلف : الخطابي    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست