responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة اللغة المؤلف : ابن دُرَیْد    الجزء : 3  صفحة : 1319
وَقد قَالَت الْعَرَب: هَذَا الطَّعَام لَا يَكيلني، أَي لَا يَكْفِينِي كيلُه. قَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: وَإِذا كالُوهم أَو وزنوهم يُخْسِرون.
وَيَقُولُونَ: تعلّقتُك وتعلّقتُ بك، وكَلِفْتُك وكَلِفْتُ بك. وَإِنَّمَا سَهُلَ فِي الْبَاء لِأَنَّهَا أصل لجَمِيع مَا وَقعت عَلَيْهِ الأفاعيل إِذا كنيت عَنْهَا بفعلت، أَلا ترى أَنَّك تَقول: ضربت أَخَاك، فَإِذا كنيت عَن ضربت قلت: فعلته. قَالَ الله عزّ وجلّ: وزوّجناهم بحُورٍ عِينٍ، أَي حوراً عينا، وَهِي لُغَة لأزد شَنوءة يَقُولُونَ: زوّجتُه بهَا، وَغَيرهم يَقُول: زوّجتُه إيّاها. وَلذَلِك اجترأت الْعَرَب على المحالّ فأسقطوها من الْأَسْمَاء وأوقعوا الأفاعيل عَلَيْهَا. قَالَ: وَأنْشد بَعضهم:
(نُغالي اللحمَ للأضياف نِيئاً ... ونرْخِصه إِذا نَضِجَ القُدورُ)
وَقَالَ الآخر:
(نجا سالمٌ والنفسُ مِنْهُ بشِدقه ... وَلم يَنْجُ إلاّ جفنَ سيفٍ ومِئزرا)
)
ويُروى: نجا عَامر أَي نجا والنفسُ فِي شِدقه. وَزعم يُونُس أَن مَعْنَاهُ فَلم يَنْجُ إلاّ بجفن سيف ومثزر، وَقد نصب هَذَا على الِاسْتِثْنَاء. وَأنْشد:
(مَا شُقَّ جيبٌ وَلَا قامَتْك نائحة ... وَلَا بَكَتْكَ جيادٌ عِنْد أسلابِ)
جمع سَلَب. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يدْفع هَذَا وينشد: وَمَا ناحَتْك نائحةٌ.
وَأنْشد أَبُو زيد عَن المفضَّل:
(إِن كنتِ أزمعتِ الفراقَ فَإِنَّمَا ... زُمَّت ركابُكمُ بليلٍ مظلمِ)
أَرَادَ: أزمعتِ على الْفِرَاق، وَلَا تكَاد الْعَرَب تَقول إلاّ أزمعت على ذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(وأيقنتُ التفرُّقَ يومَ قَالُوا ... تُقُسِّمَ مالُ أرْبَدَ بالسِّهام)
وَقَالَ أَبُو زيد: كل فِقرة من فَقار الظّهْر طَبَق. قَالَ: وَيُقَال: مرّ طَبَقٌ من اللَّيْل، أَي مَلِيّ. قَالَ أَبُو بكر: قَوْله مَلِيّ، أَي قِطْعَة من اللَّيْل، من قَوْلهم: تملّيتَ حبيباً، أَي طَالَتْ أيّامك مَعَه. وَقَالَ ابْن أَحْمَر:
(وتواهقتْ أخفافُها طَبَقاً ... والظِّلُّ لم يَفْضُلْ وَلم يُكْرِ)
أَي تسابقت.
وَقَالَ أَبُو زيد: الْخَال من الخُيَلاء وَالْخَال من قَوْلهم: عَسْكَر خالٍ، وثوب خالٍ للرقيق. قَالَ الراجز فِي الْخَال من الكِبْر والخُيَلاء: والخالُ ثوب من ثِيَاب الجُهّالْ والدهر فِيهِ غَفْلةٌ للغُفّالْ وَالْخَالَة جمع خالٍ من الخُيَلاء. قَالَ النَّمِر بن تَوْلَب:
(أودَى الشبابُ وحُبُّ الْخَالَة الخَلَبَهْ ... وَقد صحوتُ فَمَا بِالنَّفسِ من قَلَبَهْ)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: والخالي: الَّذِي لَا زَوْجَة لَهُ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(كذبتِ لقد أُصْبي على الْمَرْء عِرْسَه ... وأمنعُ عِرْسي أَن يُزَنَّ بهَا الْخَالِي)
وَرجل خالُ مالٍ وخائلُ مالٍ، إِذا كَانَ حَسَنَ الْقيام عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:

اسم الکتاب : جمهرة اللغة المؤلف : ابن دُرَیْد    الجزء : 3  صفحة : 1319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست