لن : قال النّحويون : «لن» تَنْصب المُسْتقبل ، واختلفوا في علّة نَصْبها إيّاه.
فقال أبو إسحاق
: رُوي عن الخليل فيه قولان :
أحدهما : أنها [١] نَصبت كما نصبت «أن» ، وليس «ما» بعدها بصلة ، لأنّ «لَن تفعل» نَفْيُ «سيفعل» ، فيقدّم ما بعدها عليها ، نحو
قولك : زيداً
لن أضرب ، كما
تقول : زيداً لم أَضْرب.
ورَوى سيبويه
عن الخليل : الأَصل في «لن» : «لا أن» ، ولكنّ الحَذف وَقع اسْتخفافاً.
قال : وزَعم
سيبويه أنّ هذا ليس بجيّد ، ولو كان كذلك لم يَجز : زيداً لن أَضرب ، وهو جائز على مذهب سيبويه عن الخليل وجميع
النحويين البَصْريين.
وحكى هِشام عن
الكسائي مِثْلَ هذا القول الشاذّ عن الخليل ، ولم يأخذ به سيبويه ولا أصحابُه.
الليث ، عن
الخليل في «لن» أنه «لا أن» فوُصلت لكثرتها في الكلام ، ألا تَرى أنها
تُشبه في المَعْنى «لا» ولكنها أَوْكد ، تقول : لن
يُكرمَك زيدٌ.
معناه : كأنه كان يَطمع في إكرامه ، فَنَفَيْت ذاك ووكَّدت النَّفْي ب «لن» فكانت أوجب من «لا».