responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 76

فأحببتُ أن أتقرّب إليهم ليحفظوني في عيالاتي عندهم».أراد بقوله «كنت فيهم عريراً» أي غريباً مجاوراً لهم ، ولم أك من صميمهم ولا لي فيهم شُبكة رحم. والعرير فعيل بمعنى فاعل ، وأصله من قولك عررته عَرًّا فأنا عارٌّ وعرير ، إذا أتيتَه تطلب معروفه. واعتررته بمعناه.

وفي حديث سَلمان الفارسيّ أنه «كان إذا تعارَّ من الليل قال : سبحانَ ربِّ النبيِّين» قال أبو عبيد : قال الكسائيّ : تعارّ ، إذا استيقظ. يقال تعارّ يتَعارُّ تَعَارًّا ، إذا استيقظ من نومه. قال : ولا أحسب يكون ذلك إلا مع كلام.

قال أبو عبيد : وكان بعض أهل العلم يجعله مأخوذاً من عِرار الظليم ، وهو صوته. ولا أدري أهو من ذلك أم لا.

وقال أبو عمرو : يقال عَرَّ الظَّليم يَعِرُّ عِراراً. وقال أبو الجرَّاح : عارّ الظليم يُعارّ عِراراً ، وزمرت النعامة زِماراً.

وفي حديث أبي بكر أنه أعطي سيفاً محلًّى ، فنزع عمرُ الحليةَ وأتاه بها وقال : «أتيتك بهذا لما يَعْرُرُك من أمور الناس». قال أبو عبيد : أُراه : لما يَعرُوك ، أي لما يأتيك. ولو كان من العَرّ لقال : لما يعرُّك.

قلت : عرّه وعَرَاه بمعنًى واحد ، إذا أتاه.

وقال ابن أحمر :

ترعى القطاةُ الخمِسَ قَفُّورَها

ثم تعرُّ الماءَ فيمن يعُرّ

أي تأتي الماءَ وتَردُه.

وفي حديث سعد أنه «كان يدمُل أرضَه بالعُرَّة ويقول : مِكتَل عُرّةٍ مِكتَل بُر». قال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : أراد بالعُرّة عذِرَةَ الناس. قال : ومنه قيل : عرَّ فلانٌ قومَه بشَرٍّ إذا لطَخهم به. قال أبو عبيدِ : وقد يكون عرَّهم بشرٍّ من العَرّ ، وهو الجرب ، أي أعداهم شرُّه. وقال الأخطل :

ونَعررْ بقومٍ عَرّةً يكرهونها

ونحيا جميعاً أو نموت فنقتلُ

ويقال : لقيتُ منه شَرًّا وعَرًّا ، وأنت شرٌّ منه وأعرّ.

أَبو عبيد عن الأمويّ : العَرّ : الجرَب.

يقال عَرَّت الإبلُ تَعِرُّ عرًّا فهي عارّة.

قال : والعَرُّ : قَرح يخرج مِن أعناق الفُصلان ، يقال قد عُرَّتْ فهي معرورة.

قال أبو عبيد : وقال أبو عبيدة : كلُّ شيءٍ باء بشيءٍ فهو له عَرار. وأنشد قول الأعشَى :

فقد كان لهم عَرار

ومن أمثال العرب : «باءت عَرارِ بكَحْلٍ» و «عَرَارِ بكَحْلَ» غير مُجْرًى. وأنشد ابن حبيب فيمن أَجْرى :

باءت عرار بكحلٍ والرِّفاقُ معاً

فلا تمنَّوْا أمانيَّ الأضاليلِ

قال : وكحل وعرار : ثور وبقرة كانا في سِبْطينِ من بني إسرائيل فعُقِر كحل وعقرت به عرارِ ، فوقعتْ حربٌ بينهما حتَّى تفانَوا ، فضُرِبا مثلاً في التساوي. وقال الآخر :

اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست