responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 49

سَيبُك والمحروم مَنْ لم يُسقَهُ

قال : أراد ما أقعَّه. يقال ماء قُعاع وعُقَاقٌ إذا كان مُراً غليظاً. وقد أقعَّه الله وأعقَّه.

وقال ابن الأعرابي فيما رَوَى عنه أحمد بن يحيى البغدادي : العُقُق : البعداء الأعداء.

قال : والعُقُق أيضاً : قاطعو الأرحام.

وقال أبو زيد في «نوادره» : يقال عاققتُ فلاناً أعاقُّه عِقاقاً ، إذا خالفته. قال : والعُقَّة : الحفرة في الأرض ، وجمعها عُقّات.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعي في باب السحاب : الانعقاق تشقُّق البرق. ومنه قيل للسيف : كالعقيقة ، شبِّه بعقيقة البرق.

قال : ومنه التَّبوُّج وهو تكشُّف البرق.

وقال غيره : يقال عقّت الريحُ المُزْنَ تعُقُّه عَقّاً ، إذا استدرّته كأنّها تشُقُّه شقاً. وقال الهذليُّ يصف غيثاً :

حار وعقَّت مُزنَهُ الريح وانْ

قارَ به العَرْضُ ولم يُشمَلِ

حار ، أي تحيّر وتردد ، يعني السحاب ، واستدرته ريح الجنوب ولم تهب به الشمال فتقشعه. وقوله «وانقار به العرض» أي كأنّ عرض السحاب انقار ، أي وقعت منه قطعة ، وأصله من قُرت جيبَ القميص فانقار ، وقرتُ عينَه إذا قلعتَها.

ويقال سحابةٌ معقوقة ، إذا عُقّت فانعقّت ، أي تبعّجت بالماء. وسحابة عقّاقة ، إذا دَفقَت ماءها. وقد عَقَّت. وقال عبد بني الحسحاس يصف غيثاً :

فمرَّ على الأنهاءِ فانثجَّ مُزْنُه

فعقَ طويلاً يسكب الماء ساجيا

ويقال اعتقَّت السحابة بمعنى عَقَّتْ.

وقال أبو وَجْزة :

واعتقَ منبعجٌ بالوبل مبقُورُ

ويقال للمعتذر إذا أفرط في اعتذاره : قد اعتقَ اعتقاقاً.

وروى شمر عن بعض أصحابه أن معقِّر بن حمارٍ البارقي كُفَّ بصره ، فسمع يوماً صوت راعدةٍ ، ومعه بنتٌ له تَقُوده ، فقال لها : ماذا ترين؟ فقالت : أرى سَحماء عَقَّاقة ، كأنها حُوَلاءُ ناقة. فقال لها : وائِلى بي إلى جانب قَفْلة ، فإنَّها لا تنبت إلَّا بمنجاةٍ من السيل. والقَفْلة : نبتة معروفة.

قلت : والعرب تقول لكل مسيلِ ماءٍ شقّه ماءُ السيل في الأرض فأنهره ووسَّعه : عقيق.

وفي بلاد العرب أربعة أعِقَّة ، وهي أودية عاديَّة شقَّتها السُّيول. فمنها عقيق عارض اليمامة ، وهو وادٍ واسع مما يلي العَرَمة تندفق فيه شعاب العارض ، وفيه عيونٌ عذبة الماء. ومنها عقيق بناحية المدينة فيه عيونٌ ونخيل ومنها عقيق آخر يدفُق سيله في غوريّ تِهامة ، وهو الذي ذكره الشافعي فقال : «ولو أهلوا من العقيق كان أحبَّ إليَّ». ومنها عقيق القَنَان ، تجري إليه مياهُ قُللِ نجد وجباله.

وذكر الباهليّ عن الأصمعيّ أنه قال : الأعقّة الأودية.

ويقال للصبي إذا نشأ في حَيٍّ من أحياء العرب حتى شبَّ وقويَ فيهم : عُقّت تميمة

اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست