وفي الحديث : «إذا
رأيت مكّة قد
بُعِجَتْ كظائمَ ،
وساوَى بناؤها رؤوسَ الجبال ، فاعلمْ أنّ الأمر قد أظَلَّك». بُعِجَتْ أي شُقَّتْ وفتح كظائمُها بعضُها في بعض واستُخرِج
عيونها.
والبواعج : أماكن في الرمل تَسترِقّ ، فإِذا نبتَ فيها النصيُّ
كان أرقَّ له وأطيب.
وقال الشاعر
يصف فرساً :
فإذا له
بالصَّيف ظِلٌّ باردٌ
ونصِيُ
باعجَةٍ ومَحضٌ مُنْقَعُ
قوله «مُنْقَع»
، أي أُديمَ له اللبنُ المحض يسقاه. من نقع الشيءُ إذا دام.
وباعجَة : اسم موضع.
باب العين والجيم مع
الميم
[ع ج م]
عمج ، عجم ،
جمع ، جعم ، مجع ، معج : مستعملات.
عجم : قال الله جلّ وعزّ : (لَوْ لا فُصِّلَتْ
آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌ وَعَرَبِيٌ) [فُصّلَت : ٤٤]. قال الفراء : قرىء (أأعْجَميٌ
وعربيٌّ)
بالاستفهام ، وجاء في التفسير : أيكونُ هذا الرسول عربيّاً والكتابُ أعجَميٌ. قلت : ومعناه أن الله قال : ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا هلّا فصّلت آياته عربيَّةَ مفصَّلَةَ الآي. كأنّ
التَّفصيل للسان العرب ، ثم ابتدأ فقال : (أَعْجَمِيٌ
وَعَرَبِيٌ)؟ حكايةً عنهم ، كأنهم يعجبون فيقولون كتاب أعجميٌ ونبيٌّ عربي ، كيف يكون هذا؟ فكان أشدَّ لتكذيبهم.
وقال الفراء :
وقراءة الحسن بغير استفهام ، كأنّه جعله من قبل الكفرة. والأعجم والأعجمي
: الذي لا
يُفصِح وإن كانَ عربيَّ النَّسب. والعَجَميّ
: الذي نسبته
إلى العجم وإن كان يفصح. وقال أبو إسحاق : يُقرأ (ءَ أَعْجَمِيٌ) بهمزتين ، ويقرأ (أعْجميٌ) بهمزة واحدة بعدها همزة خفيفة تشبه الألف ، ولا يجوز أن
تكون ألفاً خالصةً لأن بعدها عيناً وهي ساكنة. ويقرأ : (أَعَجميٌ) بهمزة واحدة والعين مفتوحة.
قال : وقرأ
الحسن : (أَعْجَميٌ وعربيٌّ) بهمزة واحدة وسكون العين. قال : وجاء في
التفسير أن المعنى لو جعلناه قرآناً
أعجمياً لقالوا هلّا
بُيِّنت آياته أقرآن أعجميٌ
ونبيٌّ عربيّ.
ومن قرأ (ءَ أَعْجَمِيٌ) بهمزة وألف فإنه منسوب إلى اللِّسان الأعجميّ. تقول : هذا رجلٌ أعجميٌ
، إذا كان لا
يُفصح ، كان من العجم
أو من العرب. ورجُلٌ
عَجَميٌ ، إذا كان من الأعاجم
، فصيحاً كان
أو غير فصيح. قال : والأجود