ونَظَر إليّ أعرابيٌّ
كان عهدُه بي وأنا ساهمُ الوجه ، ثمّ رآني وقد ثابَتْ إليَّ نفسي ، فقال لي : «نَعِجْتَ أبا فلانٍ بعد ما رأيتك كالسَّعَف اليابس». أراد صَلَحت
وسَمِنت. وقال الله جلّ وعزّ في قصة داود وقول أحد المَلكين اللذَين احتكما إليه :
(إِنَّ هذا أَخِي لَهُ
تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) [ص : ٢٣] قال أبو العباس محمد بن يزيد : النَّعْجة عند العرب : البقرة الوحشية ، وحكم البقرة عندهم حكم
الضَّائنة ، وحكم الظبية حكم الماعزة. والنعجة : الأنثى من الضأن ، وجمعها نِعاج. والعرب تكني بالنعجة والشاة عن المرأة ، ويسمُّون الثور الوحشيّ شاة.
وقال أبو خيرة
: النَّاعجة من الأرض السهلة المستوية ، مَكْرُمةٌ للنَّبات تنبت
الرِّمْث. والنواعج
والناعجات من الإبل : البِيض الكريمة. وجملٌ ناعج وناقة
ناعجة. وقد نَعِج اللونُ الأبيض يَنْعَج
نُعوجاً ، وهو البياض.
وقال العجاج :
في ناعجات من بَياضٍ نَعِجا
ومَنعِج : اسم موضع.
وقال أبو تراب
: قال أبو عمرٍو : النَّعَج
: السِّمَن ،
يقال نَعِجَ هذا بعدي ، أي سَمِن.
قال : والنَّعْج : أن يربوَ وينتفخ. قال : وقال غيره : النَّهَج مثله.
أبو عبيد عن
الأصمعي : الناعجة : البيضاء من الإبل ، ويقال هي التي يُصاد عليها نِعاج الوحش.
وقال ابن دُريد
: النَّعْج : ضرب من سير الإبل. قد
نَعجَت الناقةُ نَعْجاً. وأنشد :
يا ربِّ ربَّ القُلُصِ النَّواعجِ
وقال غيره : النَّواعج : البيض من الإبل.
باب العين والجيم مع
الفاء
[ع ج ف]
عجف ، عفج ،
جعف ، فجع ، جفع ، مستعملات.
عجف : أبو زيد : عَجَفْتُ
نفسي عن الطعام
أعجِفُها ، إذا حبستَ نفسَك عنه وأنت تشتهيه لتُؤْثِر به غيرك.
ولا يكون العَجْف إلّا على الجوع والشَّهوة.
قلت : وهو التَّعجيفُ أيضاً ، وهو قول الراجز :
لم يَغْذُها
مُدٌّ ولا نَصيفُ
ولا تُميراتٌ
ولا تعجيفُ
وقال ابن
الأعرابي : عَجَفَت
نفسي على
المريض ، إذا أقمتَ على تمريضه.
وعَجَفَت نفسي على أذَى الخليل ، إذا لم تخذُلْه. وقال الراجز :
إنّي وإن
عَيَّرتِنِي نُحولي
لأَعْجِفُ
النفسَ على خليلي
وعجفَت نفسي عنه عَجفاً ، إذا احتملتَ عنه ولم تؤاخذْه. وقيل التعجيف : سوء الغذاء والهزَال. وسيفٌ معجوف ، إذا كان داثراً لم يُصقَل. وقال كعب بن زهير :
وكأنّ موضعَ
رَحْلها من صُلبها
سَيفٌ تقادمَ
عهدُه معجُوفُ
وقال ابن دريد
: العَجَف : غلظ العظام وعَرَاؤها من اللحم.