responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهايه في غريب الحديث والاثر المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 2  صفحة : 293
بِهَا، ثُمَّ قَالُوا لَهَا: زَبابِ زَبابِ. كَأَنَّهُمْ يُؤنّسُونها بِذَلِكَ. والزَّبَابُ: جنسٌ مِنَ الفَأر لَا يَسْمَع، لعلَّها تأكُلُه كَمَا تأكُل الجَراد. الْمَعْنَى: لَا أكونُ مثْل الضَّبُع تُخادَع عَنْ حَتْفها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ «كَانَ إِذَا سُئل عن مسئلةٍ مُعضِلةٍ قَالَ: زَبَّاء ذاتُ وبرَ، لَوْ سُئل عَنْهَا أصحابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأعْضَلَت بِهِمْ» . يُقَالُ للدَّاهية الصَّعبة: زَبَّاء ذاتُ وبَر.
والزَّبَبُ: كَثْرَةُ الشَّعَر. يَعْنِي أَنَّهَا جَمَعَتْ بَيْنَ الشَّعَر والوبَر.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ «يَبْعَث أهلُ النَّارِ وفْدَهُم فَيرجعُون إِلَيْهِمْ زُبّاً حُبْنا» الزُّبُّ: جمعُ الْأَزَبُّ، وَهُوَ الَّذِي تَدِقُّ أَعَالِيهِ ومفاصلُه وتعظُم سِفْلَتُه. والحُبْنُ: جمعُ الأحْبَن، وَهُوَ الَّذِي اجْتمع فِي بَطْنه الماءُ الأصفرُ.

(زَبَدَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّا لَا نَقْبل زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ» الزَّبْدُ بِسُكُونِ الْبَاءِ: الرّفْد وَالْعَطَاءُ.
يُقَالُ مِنْهُ زَبَدَهُ يَزْبِدُهُ بالكَسر. فَأَمَّا يَزْبُدُهُ بِالضَّمِّ فَهُوَ إطْعامُ الزُّبْدِ. قَالَ الخطَّابي: يُشْبه أَنْ يَكُونَ هَذَا الحديثُ مَنْسُوخًا، لِأَنَّهُ قَدْ قَبِلَ هديةَ غَيْرِ واحدٍ مِنَ المُشْركين، أهْدَى لَهُ المُقَوقِس ماريَةَ والبغلةَ، وَأَهْدَى لَهُ أُكَيدِرُ دومةَ، فقَبل مِنْهُمَا. وَقِيلَ إِنَّمَا رَدَّ هَدِيَّتَهُ [1] لِيَغِيظَهُ بِردّها فيَحْمله ذَلِكَ عَلَى الإسْلام.
وَقِيلَ ردَّها لأنَّ للهديَّة مَوْضِعًا مِنَ القْلب، وَلَا يجوزُ عَلَيْهِ أَنْ يميلَ بقْلبه إِلَى مُشْرك، فَرَدَّهَا قَطْعًا لسبَب المَيْل، وَلَيْسَ ذَلِكَ مُناَقضا لقَبُوله هديةَ النَّجَاشِيِّ والمُقوقس وأُكَيدِر؛ لِأَنَّهُمْ أهلُ كِتاب.

(زَبَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَهْلِ النَّارِ «وعَدَّ مِنْهُمُ الضعيفَ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ» أَيْ لَا عَقْل لَهُ يَزْبُرُهُ وينهاهُ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى مَا لَا يَنْبَغِي.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا ردَدْت عَلَى السَّائل ثَلَاثًا فَلَا عَلَيْكَ أن تَزْبُرَهُ» أي تَنْهَره وتُغْلِظ لَهُ فِي الْقَوْلِ وَالرَّدِّ.
(س) وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْد المُطَّلِب «كَيْفَ وجدْتَ زَبْراً؟ أقِطاً وَتَمْرًا، أَوْ مُشْمَعِلاًّ صقْراً؟» الزَّبْرُ بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِهَا: القَوِىُّ الشَّديدُ، وَهُوَ مُكَبَّر الزُّبَيْرِ، تَعْنِي ابنَها: أَيْ كيفَ وجدتَه؟ كطَعامٍ يُؤكَل، أَوْ كالصَّقْر؟
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ «أَنَّهُ دَعَا فِي مَرَضِه بدَوَاة ومِزْبَرٍ فَكَتَبَ اسمَ الْخَلِيفَةِ بعدَه» الْمِزْبَرُ بِالْكَسْرِ: القلَم. يُقَالُ زَبَرْتُ الْكِتَابَ أَزْبُرُهُ إذا أتْقَنت كتابَته.

[1] المهدي هو عياض بن حمار، قبل أن يسلم. الفائق 1/ 521.
اسم الکتاب : النهايه في غريب الحديث والاثر المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 2  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست