responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهايه في غريب الحديث والاثر المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 2  صفحة : 257
الرَّكْبَةُ: الْمَرَّةُ مِنَ الرُّكوب، وجَمْعها رَكَبَاتٌ بِالتَّحْرِيكِ، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمر هُوَ حَالٌ مِنْ فاعل تَمْشون، والرَّكَبات وَاقع مَوْقع ذلك الفعل مُسْتَغْنًى بِهِ عَنْهُ. وَالتَّقْدِيرُ: تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكبَات، مِثْلَ قَوْلِهِمْ أرْسَلها العِرَاك: أَيْ أَرْسَلَهَا تَعْتَرك العِرَاك. والمعنى تَمْشون رَاكِبين رؤسكم هَائِمِينَ مُسْترسِلين فِيمَا لَا يَنْبَغي لَكُمْ، كَأَنَّكُمْ فِي تَسَرُّعكم إِلَيْهِ ذُكُورُ الحجَل فِي سُرْعَتها وتهَافتها، حَتَّى إِنَّهَا إِذَا رَأَتِ الأنْثَى مَعَ الصَّائِدِ ألقَت أنْفُسها عَلَيْهَا حَتَّى تَسْقُط فِي يَدِه.
هَكَذَا شَرَحَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: مَعْنَاهُ أنكم تَرْكَبون رؤسكم فِي الْبَاطِلِ. والرَّكَبَاتُ: جَمْع رَكَبَةٍ، يَعْنِي بِالتَّحْرِيكِ، وهُم أقَلُّ مِنَ الرَّكْب. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَرَادَ تَمْضُون عَلَى وُجُوهِكُمْ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّت يَرْكَب بعضُكم بَعْضًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «فَإِذَا عُمَر قَدْ رَكِبَنِي» أَيْ تَبِعَني وَجَاءَ عَلَى أثَرِي؛ لأنَّ الرَّاكِبَ يَسِير بسَيْر المَرْكوب. يُقَالُ رَكِبْتُ أثرَه وطَرِيقَه إِذَا تَبِعْتَه مُلْتِحقاً بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ «ثُمَّ رَكَبْتُ أنْفَه بِرُكْبَتِي» يُقَالُ رَكَبْتُهُ أَرْكُبُهُ بِالضَّمِّ: إِذَا ضرَبته بِرُكْبَتِك.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرين «أمَا تَعْرِف الأزْدَ ورَكْبَهَا؟ اتَّقِ الْأَزْدَ لَا يَأْخُذُوكَ فَيَرْكُبُوكَ» أَيْ يَضْرِبُونَكَ بِرُكَبهم، وَكَانَ هَذَا مَعْرُوفًا فِي الأزْد.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ المُهَلَّب ابْنَ أَبِي صُفْرة دَعَا بمُعاوِية بْنِ عَمْروٍ وجعَل يَرْكُبُهُ برجْله، فَقَالَ:
أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، أَعْفِنِي مِنْ أُمِّ كَيْسَانَ» وَهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بِلُغَةِ الْأَزْدِ.
(س) وَفِيهِ ذِكر «ثَنِيَّة رَكُوبَة» وَهِيَ ثَنِيَّة مَعْرُوفَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عِنْدَ العَرْج، سَلكها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَبَيْتٌ بِرُكْبَةٍ أحَبُّ إليَّ مِن عَشْرة أَبْيَاتٍ بِالشَّامِ» رُكْبَة: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ بيْن غَمْرة وَذَاتِ عِرْق. قَالَ مَالِكُ بْنُ أنَس: يُريد لِطُول الْأَعْمَارِ والبَقاء، ولشِدَّة الوَباء بالشَّام.

اسم الکتاب : النهايه في غريب الحديث والاثر المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 2  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست