responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 92

* والذَّوُونَ : الأَمْلاكُ المُلَقَّبُونَ بذُو كذا ، كقَولكَ : ذُو يَزَنَ ، وذُو رُعَينٍ ، وذُو فائِشٍ.

وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ قولَ الكُمَيْتِ :

فلا أَعْنِى بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ

ولكِنِّى أُرِيدُ به الذَّوِينَا[١]

والأُنْثَى : ذاتُ ، والتَّثْنِيةُ : ذَواتَا ، والجمعُ : ذَواتُ.

وقولُه تَعالَى : (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال : ١]. قالَ الزّجّاجُ : مَعناه : أَصْلِحُوا حَقِيقَةَ وَصْلِكُم ، أَى : اتَّقُوا الله ، وكُونوا مُجْتَمِعينَ على أَمْرِ اللهِ ورَسُولِه.

وقولُهم : اللهُمَّ أَصْلِحْ ذاتَ البَيْنِ. أَى : أَصْلِحْ الحالَ الَّتِى بها يَجْتَمِعُ المُسْلمونَ.

* والإضافَةُ إِليها ذَوَوِىٌّ ، ولا يَجُوز فى ذات ذاتِىّ ؛ لأَنَّ ياءَ النَّسَبِ مُعاقِبَةٌ لهاءِ التَّأْنِيث.

قالَ ابنُ جِنِّى : ورَوَى أَحْمَدُ بنُ إِبراهيمَ ـ أُستاذُ ثَعْلَب ـ عن العَربِ : « هذا ذُو زَيْدٍ » ، ومَعْناه : هذا زَيْدٌ ، أَى هذا صاحِبُ هَذا الاسمِ الَّذِى هو زَيْد. قالَ :

إِلَيْكُمْ ذَوِى آلِ النَّبِىِّ تَطَلَّعَتْ

نَوازِعُ من قَلْبِى ظِماءٌ وأَلْبُبُ[٢]

أَى : إِليكُم ، يا أَصْحابَ النَّبِىِّ ، هذا الاسم الَّذى هو قَوْلُنا : « ذَوُو آلِ النَّبِىِّ ».

* ولَقِيتُه أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ ، وذاتِ يَدَيْنِ ، أَى : أَوّلَ شىءٍ.

* وكذلك : افْعَلْه أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ ، وذاتِ يَدَيْنِ.

وقالوا : أَمّا أولُ ذاتِ يَدَيْنِ ، فإِنِّى أَحمدُ الله.

وقولُهم : رَأَيْتُ ذَا مالٍ ، ضارَعَتْ فيهِ الإِضافَةُ التَّأْنِيثَ ، فجاءَ الاسمُ المُتمكِّنُ على حَرْفينِ ، ثانِيهما حَرْفُ لِينٍ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين بالإضافَةِ ، كما قالُوا : لَيْتَ شِعْرِى ؛ وإِنَّما الأَصْلُ شِعْرَتِى. قالُوا : شَعَرْتُ بهِ شِعْرَةً ، فحُذِفَ التاءُ لأَجْلِ الإضافةِ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين.

* وتكونُ « ذُو » بمعنى الَّذى ، تُصاغُ ليُتَوَصَّلَ بها إلى وَصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ. فتكونُ ناقِصَةً لا يَظْهَرُ فيها إعرابٌ كما لا يظهَرُ فى الَّذِى ، ولا يُثَنَّى ، ولا يُجْمَعُ ؛ فتَقُول : أَتانِى ذُو قالَ ذلِكَ ، وذُو قالا ذلكَ ، وذُو قالُوا ذلِكَ.

وقالُوا : لا أَفْعَلُ ذلِكَ بذِى تَسْلَمُ ، وبذِى تَسْلَمانِ ، وبذِى تَسْلَمُونَ ، وبذى تَسْلَمِينَ ، وبذى تَسْلَمْنَ ـ وهو كالمَثَلِ ، أُضِيفَتْ فيه « ذُو » إِلى الجُمْلَةِ ، كما أُضِيفَتْ إِليها أَسماءُ الزَّمانِ. والمَعْنَى : لا ، وسَلامَتِك ، ولا ، والَّذِى يُسَلِّمُكَ.


[١]البيت للكميت بن زيد فى ديوانه (٢ / ١٠٩) ؛ ولسان العرب (ذو).

[٢] البيت للكميت بن زيد فى لسان العرب (ظمأ) ، (لبب) ، (نسا) ، (ذو) ، (ذا).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست