responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 90

فكذلك هِىَ أَيضًا فى المُؤَنَّثِ بَدَلٌ غيرُ أَصْلٍ.

وليست الهاءُ فى « هذِه » ، وإِن اسْتُفِيدَ منها التَّأْنِيث بمَنْزِلَة هاءِ « طَلْحَةَ » و « حَمْزَةَ » ؛ لأَنَّ الهاءَ فى طَلْحَةَ وحَمْزَةَ زائدَةٌ ، إِنَّما هى بدَلٌ من الياءِ الَّتِى هى عينُ الفِعْلِ فى « هَذِىَ ».

وأَيْضًا فإِن الهاءَ فى « حَمْزَةَ » تجدُها فى الوَصْلِ تاءً ، والهاءَ فى « هذِه » ثابِتَةٌ فى الوَصْلِ ثَباتَها فى الوَقْفِ.

* ويُقالُ : « ذِهِى » ، والياءُ لبَيانِ الهاءِ ، شَبَّهَها بهاءِ الإضمارِ فى « بِهِى ». و « هذِى » و « هاذِهِى » و « هاذِهْ » ـ الهاءُ فى الوَصْلِ والوَقْفِ ساكِنَةٌ إِذا لم يَلْقَها ساكِنٌ ، فإِنْ لَقِيَها لم يَكُنْ بُدٌّ مِن كَسْرِها ـ و « هَذِ » ـ كُلّها فى مَعْنَى « ذى » ، عن ابن الأَعْرابِىِّ ، وأَنشد :

قُلْتُ لَها يا هَذِ هذا إِثِمْ

هَلْ لَكِ فى قاضٍ إِلَيْهِ نَحْتَكِمْ[١]

وقد أَبَنْتُ حَقِيقَةَ تَصْرِيفِ ذلك فى « الكِتابِ المُخَصِّصِ ». ويُوصَلُ ذلك كُلُّه بكافِ المُخَاطَبةِ.

قال ابنُ جِنِّى : أَسماءُ الإشارةِ ، نحو : « هذا » و « هذِه » لا يَصِحُّ تَثْنِيةُ شىءٍ مِنها ، من قِبَلِ أَنَّ التَّثْنِيَةَ لا تَلْحَقُ إِلا النّكِرَةَ ؛ فما لا يَجُوزُ تنكِيرُه ، فهُوَ بأَن لا تَصِحَّ تَثْنِيَتُه أَجْدرُ. فأَسْماءُ الإشارَةِ لا يَجُوزُ أن تُنَكَّرَ ، ولا يَجوزُ أَن يُثَنَّى شَىْءٌ مِنها ، أَلا تَراها بَعْدَ التَّثْنِيَةِ عَلَى حَدِّ ما كانَتْ عليه قبلَ التَّثْنِيَةِ؟ وذلِك نحو قَوْلِكَ : هذانِ الزَّيْدانِ قائِمَيْنِ ـ فنَصْبُ قائِمَينِ بمَعْنَى الفعلِ الَّذِى دَلَّتْ عليهِ الإشارَةُ والتَّنْبِيهُ ، كما كنتَ تَقُولُ فى الواحِدِ : « هذا زَيْدٌ قائمًا » ، فتَجِدُ الحالَ واحِدَةً قبلَ التَّثْنِيَةِ وبعدَها.

وكَذلِكَ قَوْلُك : ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قامَا ، إِنَّما يَتَعَرَّفان بالصِّلَةِ ، كما يَتَعَرَّفُ بها الواحِدُ فى قَوْلِكَ : « ضربت الذى قام ». والأَمْرُ فى هذه الأَشْياءِ بعدَ التَّثْنِيَةِ هو الأَمْرُ فِيها قَبْلَ التَّثْنِيَةِ ؛ وليسَ كذلك سائِرُ الأَسْماءِ المُثَنّاةِ ، نحو : زَيْدٍ وعَمْرٍو. أَلا تَرَى أَن تَعْرِيفَ زَيْدٍ وعَمْرٍو إِنّما هو بالوَضْعِ والعلمِيَّةِ ، فإِذا ثَنَّيْتَهُما تَنَكّرَا ، فقُلْتَ : « عِنْدِى عَمْرانِ عاقِلانِ ». فإِن آثَرْتَ التَّعْرِيف بالإضافَةِ ، أَو باللامِ ، قلتَ : الزَّيْدانِ والعَمْرانِ ، وزَيْداكَ ، وعَمْراكَ ـ فقد تَعَرّفا بعد التَّثنِية من غيرِ وَجْهِ تَعَرُّفِهما قَبْلَها ، ولَحِقَا بالأَجْناسِ ، وفارَقا ما كانَا عليه من تَعْرِيفِ العَلَمِيَّةِ والوَضْعِ.


[١] الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (ذا).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست