وقد تَقَدَّمتِ
هذه الكَلِمَةُ فى الياءِ لأنها من الياءِ ، بدِلالَةِ قولهم : آمَ يَئِيمُ ، وذَكَرْناهَا هُنَا لأنها من الواوِ بدليلِ قولِهم : يَئُومُ أَوْمًا ، فَحَصَلَ بمجموع ذلك أنَّ الكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ
وواوِيَّةٌ ، غَيْرَ أنهم لم يَقُولُوا فى الدُّخَانِ : إِوَامٌ ، إنما قالُوا : إيَامٌ
فَقَط ، وإنما
تَدَاوَلَتِ الياءُ والوَاوُ فِعْلَهُ ومَصْدَرَهُ ، فإن قُلْتَ : فَلِم ذكرتَ الإِيَامَ الذى هو الدُّخَانُ هُنا ، وإنما مَوْضِعُهُ اليَاءُ؟ ـ قلنا
: إنَّ اليَاءَ فى الإِيَامِ
الذى هو الدُّخَانُ قد
تكون مَقلُوبَةً عن واوٍ فى لُغَةِ مَنْ قالَ : آمَهَا
يَئُومُها أَوْمًا ، فكأنَّا إنَّما قُلْنَا : الإِوَامُ
ـ وإن كان حُكْمُها أن
لا تَنقَلِبَ هنا ـ لأنه اسمُ لا مَصْدَرٌ ، لكنها قُلِبَتْ هنا قَلْبًا لِغَيرِ
عِلَّةٍ ، كما قلْنَا ، إِلا طَلَبَ الخِفَّةِ ، وقَدْ تَقَدَّمَ الإِيامُ فى الياءِ.