responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 583

إنما أرادَ المِئِينَ فَحَذَفَ الهَمْزَةَ ، وأرادَ الآلافَ فحذفَ اللامَ ضرورَةً.

وحكى أبو الحَسنِ : رأيتُ مِئْيًا ، فى معنى مائَةٍ ، حكاه عنهُ ابن جِنِّى ، قال : وهذِه دِلالَةٌ قاطِعَةٌ على كَوْنِ اللامِ ياءً ، قالَ : ورَأَيْتُ ابنَ الأَعْرابِى قد ذَهَبَ إلى ذلك ، فقال فى بَعْضِ أمَاليهِ : إنَّ أَصْلَ مائَةٍ مِئْيَةٌ ، فذكرتُ ذلك لأبِى عَلىٍّ فَعَجِبَ منه أن يكونَ ابنُ الأَعْرابِىّ يَنْظُرُ من هذِه الصِّنَاعَةِ فى مثلِهِ ، وقالُوا : ثَلَثُمِائَةٍ ، فأَضافوا أَدْنَى العَدَدِ إلى الواحِدِ لدِلالَتِهِ على الجَمعِ ، كما قالَ :

*فى حَلْقِكُم عَظْمٌ ...*[١]

وقد يُقالُ : ثَلاثُ مِئَاتٍ وَمِئِينَ ، والإفرادُ أَكْثَرُ على شُذُوذِه ، والإِضافَةُ إلى مائَةٍ فى قولِ سِيبَوَيهِ ويُونُسَ جَمِيعًا فِيمَنْ رَدَّ اللامَ : مِئَوِىٌ كَمِعَوِىٍّ ، ووجْهُ ذلك أنّ مِائَةً أصْلُها عند الجماعة : مِئْيَةٌ ساكِنَةُ العَيْنِ ، فلما حُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفًا جاوَرَتِ العَيْنُ تَاءَ التَّأنِيثِ ، فانفَتَحَتْ على العادَةِ والعُرْفِ فقِيل : مِائَةٌ ، فإذا رَدَدْتَ اللامَ ، فَمَذْهَبُ سِيبَوَيهِ أن تُقَرَّ العَيْنُ بحَالِها مُتَحرِّكَةً ، وقد كانَتْ قَبْلَ الرَّدِّ مَفْتُوحَةً ، فَتَنْقلِبُ لها اللامُ ألِفًا فيَصِيرُ تَقْدِيرُها : مِئًى كَثِنًى ، فإذا أَضَفْتَ إليها أَبْدَلْتَ الأَلِفَ واوًا فَقُلْتَ : مِئَوِىٌ كثِنَوِىٍّ ، وأما مَذْهَبُ يُونُسَ فإنه كانَ إذا نَسَبَ إلى فَعْلَةٍ أو فِعْلَةٍ ممَّا لامُهُ ياءٌ ، أَجْرَاهُ مُجْرَى ما أَصْلُهُ (فَعِلَةٌ) أو (فِعِلَةٌ) فيقولُ فى الإِضافَةِ إلى ظَبْيَةٍ : ظَبْوِىٌّ ، ويَحْتَجُّ بقَولِ العَرَبِ فى النَّسَبِ إلى بِطْيَةٍ : بِطَوِىٌّ وإلى زِنْيَةٍ : زِنَوِىٌّ ، فقياسُ هذا أن يُجْرِى مِائَةً ـ وإن كانَتْ فِعْلَةً ـ مُجْرَى فِعِلَةٍ ، فيقولُ فيها : مِئَوِىٌ ، فيتَّفِقُ اللَّفْظَانِ من أصْلَينِ مُخْتَلِفَينِ.

* وأَمْأَتِ الدَّرَاهِمُ والإِبلُ وسائرُ الأَنْواعِ : صارَتْ مِائَةً.

* وأَمْأيْتُها : جَعَلْتُها مِائَةً. وشَارَطْتُه مماءاةً أى : على مِائَةٍ ، عن ابنِ الأَعْرابى ، كقولِكَ : شَارَطْتُه مُؤَالَفَةً.

مقلوبه : أ م ى

* أَمَا : كَلِمةٌ معناها الاسْتِفْتاحُ بمنزلَةِ (ألا) ، ومَعْنَاهُمَا حَقّا ، ولذلك أجازَ سيبوَيَهِ : أَمَا إِنَّه مُنْطَلِقٌ وأَمَا أَنَّهُ ، قالَ : فالكَسْرُ عَلَى أَلا إِنَّهُ والفَتْحُ على حَقّا أَنَّهُ ، وحَكَى بَعْضُهُم : هَمَا واللهِ ، لَقَدْ كانَ كذا ، أىْ : أَمَا واللهِ ، فالهاءُ بَدَلٌ من الهمزةِ.

وأَمَّا (أَمَا) التى لِلاستِفهَامِ فَمُرَكَّبَةٌ من ما النافِيَةِ وألِفِ الاسْتِفْهامِ.


[١] سبق تخريجه.

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 583
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست