responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 543

فَإنّهُ أرادَ : يَعْثُرْنَ بالأَرضِ فى حَدِّ الظُّبَاةِ ؛ أَى : وهُنَّ فى حَدِّ الظُّبَاةِ ، كقولكَ : خَرَّجَ بثيابِه ؛ أى : وثيابُهُ عَلَيه. وصَلَّى فى خُفَّيْهِ ؛ أى : وخُفَّاهُ عَلَيه ، وقَوْله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) [القصص : ٧٩] فالظَّرفُ إِذًا مُتعَلِّقٌ بمحذُوفٍ ؛ لأَنَّهُ حالٌ من الضَّميرِ ؛ أَى : يعثُرنَ كَائِناتٍ فى حَدِّ الظُّبَاتِ ، وقولُ بَعضِ الأَعرابِ :

نلُوذُ فى أُمٍّ لنا مَا تُغْتَصَبْ

مِن الغَمَامِ تَرتَدِى وتَنْتَقِبْ[١]

فإنّهُ يريدُ بالأُمِّ هُنَا سَلْمَى أَحَدَ جَبَلَىْ طَيِّئٍ ، وسَمَّاهَا أُمًا لإِعصَامهم بها وَأُوِيِّهم إِلَيْهَا ، واستَعْملَ فى مَوْضِع البَاءِ ، أَى : نلُوذُ بها ؛ لأَنّهم إِذَا لاذوا بها فَهُم فيها لا مَحَالَةَ ، أَلا ترى أَنّهم لا يَلُوذونَ ويُعْصِمُونَ بها إلا وهُمْ فيها ؛ لأنّهم إِنْ كانوا بُعَدَاءَ عَنْهَا فَلَيْسُوا لائِذِينَ بها ، فَكأَنّهُ قال : نَسْمُكُ فيها أَو نَتَوقَّلُ فيها ، فلذلك استعمل فى مكان البَاءِ ، وقولُهُ تعالى : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ) [النمل : ١٢] قالَ الزَّجَّاجُ : « فى » من صِلَة قولهِ : (وَأَلْقِ عَصاكَ) [النمل : ١٠] ، (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) وَتأْويلُهُ : وَأَظهِرْ هاتين الآيتين (فِي تِسْعِ آياتٍ) ؛ أَى : من تِسْعِ آياتٍ ، وَمِثلُهُ قَوْلُهُم : خُذ لىّ عَشْرًا من الإبلِ فيها فَحْلانِ ؛ أَى : منهَا فَحْلانِ.

ومما ضوعف من فائه ولامه :

ف ي ف

* الفَيْفُ ، والفَيْفَاةُ ، والفَيْفَاءُ : المَفَارَةُ ، ولا ماءَ فيها. الأخيرَةُ عن ابن جِنّىٍّ. وبالفَيفِ استدَلَّ سيبويه عَلَى أَنّ أَلِفَ فَيْفَاةٍ زائِدَةٌ. وجَمْعُ الفَيفِ : أَفْيَافٌ ، وفُيُوفٌ. وجَمْعُ الفَيْفَاءِ : فَيَافٍ.

* والفَيْفَاءُ : الصَّحْراءُ المَلْسَاءُ. وهُنَ الفَيَافِى ، والفِيْفُ.

* وفَيْفُ الرِّيح : مَوْضِعٌ بالبَادِيَة.

* وفَيْفَانُ : اسمُ مَوْضِعٍ ؛ قالَ تأَبط شرّا :

فَحَثْحَثْتُ مَشْعُوفَ النجاءِ وراعنى

أُناسٌ بِفَيْفَانٍ فَمِزْتُ القَرَائِنَا[٢]


[١] الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (فيا) ، وتاج العروس (فيا).

[٢] البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ٢١٦ ، ولسان العرب (فيف) ، وتاج العروس (فيف).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 543
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست